... صخْرَةُ الشَّامُ ...
مِـنْ وحـيِ سـبْـعـةِ أقـمارٍ بأنـهـارِ
مِـنْ خـمْـرِ تمُّـوزَ في نهْـديِّ عِـشْـتـارِ
طـارَ الـوشَـاحُ عـلـى أهـدابِ غـاديـةٍ
مـن قـاسـيـونَ إلى عـنـقـودِ خمّـارِ
خَـفَّ الرحيـقُ بِـه فاحـتـلَّ شـاردةً
منْ نَـفْـحِ جـارحَةِ العينـينِ مِـعطارِ
صـاغَ الإلهُ بـهِ نيـسانَ غـوطـتِهـا
قُـدودَ حَـورٍ وتـقـسـيـمـاتِ أطيـارِ
يا شامُ يارقْصةَ السَّـكْرى على طـرَبٍ ياشـكْـلةَ الـفُـلِّ فـي مَعـقـودِ زُنَّـارِ
ويامـديـنـةَ رُوحِ الله مُـسْـرَجـةً
على خيولٍ منَ الصفصافِ والغـارِ
يامَنْ عصَرتِ اللّمىَ خمْراً على بردَى
فاخْتـالَ في ثـوبِهِ المَشغـولِ آذارِيِ
ويـا اتّـحـادًا بـلـيـغًا ما وجـدتُّ لـهُ
إلاّكِ جـامـعـةً لـلـماءِ والـنّـارِ
يـاشــــامةَ الـعـزِّ فـي خـدٍّ بِـهِ وَلَـهٌ
لِـقُـبـلةِ الله في تـسـبـيـحِ أسـحـارِ
ماكانَ مِنْ صـدرِكِ المزروعِ أفئـدةً
بيـنَ الرَّوابـي على مُـنْـحـلِّ أزرارِ
إلَّا تـبـاريـحَ معشـوقِيـنَ من عُـصُـرٍ
عادوا طُيـوفَ الهوى أكْمامَ جُـلْنـارِ
قـد كانَ يعلـمُ مَنْ أولاكِ بـهْجَـتـهُ
اسْـمًا ومعنىً وشَيئًا فـوقَ إضْـمـارِ
بـأنِّـكِ الـشـــاهـقُ الأعـلـى لـنـازِلـةٍ
تـجـيـئُ فـي آخـرِ الأزمـانِ بـالعـارِ
وأنَّ صـخْرتَـكِ الشــمَّـاءَ بـاعِـثـةٌ
في صخْرةِ الـقـدسِ أرواحًا لـذِي قـارِ
فأنـتِ أكبـرُ مـنْ تـاريـخِ فِـتْـنتـهِـم
منَ الشـمـالِ إلى مافـكَّـرَ الضَّـاري
وأنـتِ مـقـبـرةُ المُسْتَـولَديـنَ زِنـىً
مـنَ الـرّزيـلةِ أعـرابٍ وأغــيـارِ
إنْ تَـوأمَـتْـكِ وبـغـدادَ الجـراحُ عـلى
شُـواظِ نـارٍ وتـحـويـراتِ أفـكـارِ
فـإنَّ نـيـرانَ أهـلِ البـغـيِ قـاطِـبةً لـم تـلـغِ ذِكْرَكُـمـا فـي كلِّ مِـنـقـارِ
فكمْ تخاصرتُ ريمَ الكرْخِ يومَ دنـا
حـتَّى تـدلَّـى ويـمشِي مَشْيَ أُمَّـارِ
وكـمْ تـرنَّـمَ في ظـبْـيـاتِ دُمَّـرِهـا
أبـو فُـراتٍ بـإخـفـاءٍ وإظـهـارِ
فقاسيـونُ على نخلِ العراقِ جَـوِى
وجـانِـحـاهُ عـلى زيـتـونةِ الـدَّارِ
والأرزُ فـي قَـلـبِـهِ نَـسْـرٌ تـعـانـقُـهُ
نجـومُ بيروتَ في قانا وفي مَاري
شـآمُ صـبرًا فما منْ فِـتْنـةٍ ظَهـرَتْ
إلاَّ مـحـتْـهـا يـدٌ مِنْ خـلْـفِ أسـتـارِ
فاسـتمطرِي باءَ باسـمِ الله وانـتـظـرِي سَـيـفَ الـسَّمـاوتِ بـتَّـارَ بـنَ بـتَّـارِ
ـ ماري : مدينةٌ قديمةٌ على نهرِالفرات
ـ أبوفرات : كُنيةُ الشاعرِمحمد مهدي الجَواهرِي
الشاعر حسن علي المرعي/نيسان٢٠١٤م ُ
تعليقات
إرسال تعليق