أستطيع الادعاء
بأن هذا الليل أزرق
أو بنفسجي في العبور
أستطيع ملاطفة هذا الفراغ
وكأنه طفل مُشبع بالبلادة
ونصف رحلة اكتمال
وسأنكر الجرح القديم
وذكرياتي كلها
وبأنني لم أمض يوماً للسماء
لم أسرق العمر الجميل
من كف أمي
لكي تطالها أيدي التجاعيد
لم أشرب الوقت المحنط
في نوافذ غرفتي
حتى أكون هذا المسن الممتلئ بزغب كثيف الانكسار
لم اُحصِ في الليل
موكب النجمات
واحدة
اثنتين
عشرة
مُحاولاً فك أحجية
ابتسامتها
ولماذا كلما انطفأ المساء
اشتعلت بطيفها قمراً
فصيح الضوء والكلمات
وسأنكر اسمي
مولدي
الغبار في حقيبتيّ الدراسية
ابنة جارتي
وهي تنمو أمامي
مثل أشجار الحقيقة
تنتفخ في البعض
ترتفع مثل النخيل
تشتد في جغرافيةٍ اُخرى
فتبدو فاكهةُ
تنال من صبر الرجال
العابرين مُصادفة
تبتسم
فتشيخ أيدي الوقت
وتقتسم الأشجار فيما بينها
ما ادخرته من فصل الربيع
ولكني سأنكرها
سأنكر
أغنيتي المفضلة
لا لأكسر فيه وتراً عاقلاً
بل لأن البحر نبهني
"لا تأمن مغن
يبكي وطنه في العراء
ويموت دون قصيدةُ
تكفيه ليحلم
سأنكر الأيام
القطارات البذيئة
في نطقها للعابرين
المحطات المُحاصرة بالوداعات
السماء " مطبخ الأقدار "
الشوارع " مقبرة المُغنين والسكارى ، والعابرين "
سأنكر
أمنيتي الوحيدة
بأن " أكون "
واستلقي على صدر الكناية
ملتفاً على أنقاضي
مثل حرف" كان "
باسم الشمري
تعليقات
إرسال تعليق