يا ساقي الماء
........
تمهل أيها الساقي بربك
لا تعجّل بالرحيل
عد أدراجك
ارحم عناء الخطى
وارحم أقدامي
الحافية المتقرحة
بدمامل تنزف.
حين تعدو مهرولة إليك
في الطريق، أشواك
القسوة نغزت
أطرافي الصغيرة
وهي خوفا ترتعد
فبربك عد.
فهاهنا، خيّم الحزن على خيمتي
المنصوبة، على
وتد الخيبة والوجع.
وهاهنا، يؤنس الشقاء
غربتي وكآبة
مضجعي تؤرق الأجفان
والبرد بجبروته ينخر جسدي.
يقسم ألا يدعه إلا
عليلا في حالك
الليل، محموما يرتعد.
جف ينبوع الماء
الأرض قاحلة تستصرخ
فينا ضمأ جذور أجدادي
شردت طفولتي في العراء.
واغتصب الظلم حلم الصبا
في بلاد العروبة
المصابة بالوهن والانحناء
عد وانظر، تلك آثار شقائي
وتلك تجاعيد مرسومة
على وجه الخيام من
تحت وطأة شمس الخذلان
عد أيها الساقي بربك
دع صهريج الغوث
يملأ فراغ الإناء فإن
الحلق جف في هجيرة الرمضاء
صب واملأ عن آخره الإناء
فلينضح... بربك
دعه ليطفئ فينا ظمأ الروح
يغسل خيبتي وثوب الأحزان
همسات نورس
تعليقات
إرسال تعليق