مَقاهِينا ومنتدياتنا عبقَت
بفوح القهوة السمراء في القَدَح
فللسمراء جمهور من الأدبا
عريض في الميادين و في السُّوَح
صديقتهم ومؤْنِسة مجالسهم
وجادوا بالثناء عليها والمدح
فما ان احتسوا قطرات من سِحْر
غدت اقلامهم تهفو الى البوح
كأن بنانهم سِحْر يحرِّكها
فتكتب دون أخطاء فما تمحي
ومن ليس له في الشِّعْر والأدب
حكى فيها بمحكيّ وبالفصح
وتبلغ نشوة السمراء سرعتها
بما للضؤ سرعات من اللمح
هُوَ الإحساس والسِّحْر الذي يطغى
ويضفي نشوة تفضي الى المرح
هنيئا للكؤوس وكُلّما فرغَت
كأن الكأس لم يفرغ من النَّضْح
فما بردَت دِلال تحتها جمر
وسَمْرَانا لها في الليل والصبح
لأجل عيونها السمراء خادمها
كأنه حاتم الطائي في البطح
يدير الكأس في بيت من الشَّعْر
وبِضع من عذوق التمر كالبَرْحِي
مَقَاه مَرْتَع القُبلات بالرّشف
فلا يخشى عليها خسارة الرِّبْحِ
لِمُرْتشِف يموت بِرَشْفها عِشْقا
يصون العشق صَون الزاد والمِلْح
( د. أحمد سعيد النوبان )
تعليقات
إرسال تعليق