(( اغنية الوجدان ))
أهديت شعري لمن للشعر ينتسبُ
فلست أملك غير الشعر ما أهبُ
أجودها من رياض الذوق مثمرة
إليك فاتنتي الأشعار تحتسبُ
هي التي من غلاة الروح أبذلها
إياك مرخصة ما وزنه الذهبُ
بمعصراتي التي ثجت مشاعرها
في رقة عذبها كالشهد يجتذبُ
لذت معتقة كأسا لشاربها
مزاجها من نبيذ الوجد ينسكبُ
أنا الغني بشعري والفقير به
على انعدام من الأحوال منقلبُ
لولاك لا شيء يغنيني ويفقرني
يا نبض شعري الذي بالعشق يكتسبُ
يصاغ فيك حنان العشق قافيتي
بائية ضبطت بالرفع تكتتبُ
فكيف تخفضني الأشواق فاتنتي
يا من رفعتك بالأشعار تنتصبُ
تلقيك أغنيةُ الوجدان شاديةً
على شجون الهوى الألحانُ والطربُ
في وصفك اشتعلت نيران عاطفة
وقودها من حنايا الجوف تلتهبُ
وضيئة مثل شمس الله مشرقة
من الثياب التي في نسجها السحبُ
لله من خلقت للعشق فاتنة
رفقاً فديتك فالمجنون يضطربُ
يقفو المهالك يا ليلى العراق فهل
داواك قيسي الذي بالداء ينتحبُ
يا من لحضنك أشعاري محلقةٌ
تحطها رحلة قد شقها التعبُ
أنا الذي سامر الأنواء يخطبها
ودا تهادى إلى رؤياك يرتقبُ
أنا الذي يا جمال الكون كورني
ليل الوفاء بصبح الوعد محتجب
أنا الذي أطلق الأشعار شاهدة
فيك التي منك بالأصداء تنتخبُ
كلي إليك على ما خاب يحملني
وصلا تقطعه الآمال والسببُ
فهل يكون لوصل بيننا ولقا
والعشق فيك عن الأوطان يغتربُ
شعر ابن غلفان
تعليقات
إرسال تعليق