التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الشاعر سفير د/مروان كوجر/////


" ذبيحٌ حلال "

جادَ الحبيبُ بنحر قلبي وارتحل
ليقرَّ نحري دون خوفٍ أو خجل
وقوام جسمي قد خبا من هزله
وكأنَّ سقماً قد أصابه فانتحلْ
يا ظالماً والقلب سار بأثره
وطئَ الحنينُ على فؤادي كالجبلْ
قد تهت عن حدق العيون مهاجراً
              خيلاء شخصكِ في عيوني لم تزلْ
يابدر غبت اليوم تغدو راحلاً 
                      ما كان شهرٌ أن تغيب وإن أفل 
ليسير عنِّي بالعشية تاركاً 
                   خلع الدجى ظٌلماً على تلك الأمل
كم طال ليلي في ظلامٍ مقحفٍ
                     فمتى تعود إلى مساعيك الأوُّل 
وذبيح نحري قد بدا في جحده
                   نكر الوصال وروح قلبي قد دمل
أوَّاه وجدي كم ضنى من هجره
                     يشكو بفيض من حنانٍ وانخبل
حُلمي وإن جحف الزمان بحقه 
                    لن تمنع الأمل الذي يشفي الغلل
ياشوق مهلاً لم يعد من طاقةٍ 
                      فمنار رشدي مظلمٌ سكن الظلل
قد كلَّ صبري من جحاف مودَّةٍ  
                          لكنَّ قلبي قد بدا يأبى الكلل
في سكرة الموت المحتم تنجلي 
                         كل الهموم وجلُّها كانت جلل
تركَ الديار بظلمة من بعدهِ 
                          ياليت يأتي نوره قبل الأجل
وحليلِ قتلي فاض في غيدائه
                   ليذوب عقلي من غيابٍ قد حصل
يا قهر ولِّي عن صدوع شغيفه
                       أهدرتَ دمعي  ياوليَّ بلا وجل
عيني وإن أفلَ النهار بطرفها
                         لابد يأتي ضارباً عرض الخلل
أرهقت قلبي في مسارات الجفا
                    وأقمت لحدي فوق خيبات الأمل
لا تحسبنَّ القلب يفقر عشقه
               فالشمس تبقى في الأصيل إلى الأزل
رغداء كانت في ربيع حدائقي
                        كفراشةٍ حطَّت على زهر الأمل 
بغيابها ذَبُلَتْ ورود محبَّتي
                          وكأنَّ مزناً قد جفاها وارتحل 
فأنا وإن غاب الرضى عن نسكهِ 
                          فالله يجزي عابداً هجر الملل 

                        بقلم المستشار الثقافي 
                                 السفير .د مروان كوجر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي