حين عرض عليها زميلها مهند الزواج
تذكرت الظل الأسود الذي كان ولا يزال يطاردها
ففي الماضي كانت تراه قادماً من بعيد صغيراً جداً ،ولكنه كلما اقترب منها يكبر ،ويكبر، ويكبر حتى يصبح كمارد عملاق ،مخيف يلقي الرعب في قلبها الصغير ،ترتعد فرائصها تريد أن تصرخ ،ولكنه يقوم بوضع يده الضخمة على فمها فيسكتها ثم يشل حركتها
كان يزورها في كل ليلة ،كانت ما تزال زهرة يانعة تتفتح للنور
، يتسلل الخوف في كل جزء من جسدها
وتمتد يده الآثمة
فيعبث بجسدها النحيل ، يقطف زهرة طفولتها، و يغتال براءتها
دون شفقة أو رحمه ،يمتص رحيقها حتى آخر قطرة ثم يتركها جثة هامدة
كان حين يفتح الباب تتسارع دقات قلبها الصغير الذي يشبه
قلب عصفور
تنهمر دموعها الغزيرة،تتوسل له أن يتركها وشأنها ولكن هل للوحش قلب؟ هل يشفق الصياد على الفريسة؟
أفاقت على صوت
مهند وهو يخاطبها قائلا:
ما الأمر نادين؟
هزت رأسها لا شيء
أريد أن أغادر الأن فحسب أشعر بتعب مفاجئ
حسنا هيا بنا
قام بتوصيلها بسيارته إلى منزلها
هل أنت بخير؟
نعم مجرد صداع بسيط
سأكون بخير
لا تقلق
رن هاتفها المحمول
،كان مهند... يريد أن يطمئن عليها
ولكنها كانت في حالة يرثى لها
كانت ترقد في الفراش
متقوقعة على نفسها
والدموع تنهمر من عينيها
أرادت أن تصرخ بأعلى صوت
يا إلهي ! كم أحبه
ولكن لن أستطيع أن أتزوج به
ماذا أقول له؟
لن أستطيع مواجهته
أغلقت هاتفها
وحاولت التهرب منه لفترة
ولكنها حاصرها من جميع الجهات
لم يترك لها أي خيارات حتى
انهارت واعترفت له بقصتها المأساوية:
أنا حطام إنسان
لن أستطيع أن أكون الزوجة القادرة على اسعادك
سامحني
حاول أن تنساني
كان مهند في حالة ذهول وصدمة
ما الذي حدث؟
هل أخطأت في شيء؟
أخبريني
ثم أمسك بذراعيها
وهزها بقوة
هيا تكلمي
هل تعرفين كم أحبك؟
سالت الدموع من عينيها
وردت :ولكن الظل الأسود
ما زال يطاردني في الأحلام ولن يتوقف
نظر إليها بتعجب وقال:
عما تتحدثين؟
أي ظل هذا الذي تقصديه؟
اعترفت له بكل شيء وحين انتهت
احتضنها بكل قوة بين ذراعيه وقال لها:
حبيبتي نادين
أنت لا ذنب لك في كل ما حدث
أنت ضحية
لن اتخلي عنك ابدا حبيبتي
سوف نبلغ عن هذا المجرم
لابد أن يحاكم وينال العقاب الذي يستحق ،
سوف نذهب سويا إلى طبيب نفسي للعلاج
سيكون كل شيء على خير ما يرام
أعدك بذلك
ضعي ثقتك في
وفعلا بعد أن تعالجت
توقف الظل الأسود عن مطاردتها
وتزوجت من حبيبها مهند وعاشا في وفرح
وسعادة
بقلمي رومي الريس
بعنوان/ الظل الأسود
تعليقات
إرسال تعليق