تأملتني طويلا في صمت، وكأنها غاصت في ملامحي، ثم قالت
كيف أصبحت هكذا صرت تعتاد الفراق، تبتسم له بلا اندهاش، وتتأمل فيه بهدوء كما تتأمل فنجان قهوتك تتعامل مع الأمر بعادية كأنه نفس سيجارك الذي تخنقني به كلما التقيتك. ألم يكن في بنات الإنسان أبدا من تأسر قلبك أعلم أنك أحببت الجميع. وهذا مبلغ دهشتي كيف لا يقتلك الفراق كيف تقبل الأمر كيف تتقبل غياب إحداهن هكذا، فلا تراها ثانية ولا تلمس منها شيئا تحبه، ولا تنصت لحكاياها، ولا تشتاق ليوم قضيته معها كيف تعود بها إلى دروبِ الحياة كما تعيد كتابا إلى رف مكتبة رأسمالية لأن سعره مبالغ فيه كيف،
نفثت دخان سيجاري في المسافة الفاصلة بين وجهينا، لكيلا أرى عينيها الغاضبتين، وهمست لها
ولِم أكون ملكيا أكثر من الملك أقصى ما يمكنك أن تفعله مع الآخرين هو أن تصحبهم إلى أبعد مدى يريدونه، لا إلى أبعد ما تستطيعه أنت.
*المحمدي*
تعليقات
إرسال تعليق