عـــزفٌ علـــى عصـَــب الجُــــرح
علـى نبْعِ نَهْريـك الهوى مُتعطِّــش
ومنك التـروِّي موردٌ ثمَّ مُعْطِـش
أســاكَ دفيـنٌ موغِـلٌ ينخـرُ الحشــا
على هُدْب عينيـك المدامِعُ تجهش
أيـا جَـدبَ خِصْبٍ قـد تَتالتْ عِجافـه
ويـــا مُــــرَّ قهـرٍ بالحنايــــا يُعـــرِّش
ففــــي كـــــلِّ روحٍ للمـــــرارة آهـــة
شجونٌ بهولِ اليأس للحلـمِ ينكش
بِخَصـــــرِك داءٌ لايطيــــبُ شِـــفَاؤه
عُضالٌ عويـصٌ فـي كيانِكَ ينهـش
أذلُّـوا نواصيــكَ العظـيمة قــد هوتْ
فعـزُّكَ مَهْتـوكٌ حيــاؤك يُخْــدش
سلوا الشِّعرَ عن بوح الرثاء قصيدةٌ
بــلا كَنـــفٍ طيَّ الكتــاب تُهمَّــش
وعـــن أُمنيـــاتٍ تســـتغيثُ ضــراعةً
بليـــــل الرزايـا مُدلهِــــمٌ وموحِــــش
أمــن مسـتحيلٍ تصــطفيكَ مناسِكٌ
بنــزْرِ المُنــى وِسـعَ التَخيُّـلِ يَنبـــش
حفرتَ على صـخرِ التمنِّي مشاهِدًا
بإِزميــــلِ ميــــؤُوسٍ تفــتُّ وتنقـــش
حــرامٌ عُقــوق الـــعهدِ فيـــك وصــاله
يخون الوفــا بيـن المنافــي يُعشِّـش
أينكـــر محبـــوبٌ حبيبًـــــا وعاشــــقا
ويقســو صدودًا بالفـؤاد ويَبْطُــش
وفيــــك هــــواه المرتجـــى ومـــزاره
ومـا مـن مـلاذٍ دون زَهـوِك يُنعــش
تعِبنــــا وأعيانــا الوصــــول لِمأْمــــن
متى فجرك المأمُول يسري ويُغْبِـش
عجيبٌ غريـبٌ أنـت يـا وطـنَ الأسى
تكابِــــر رغــــمَ الإحتضــــار فتُدهِـش
عبدالرحيم أبو راغب
تعليقات
إرسال تعليق