التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي/////


سلام عليهم..!!
ــــــــــــــــــــــ
قال..
سلام على من يقتاتون الصبر رغيفا تلو رغيف..
رغم مرارته..
يتقلبون على أودية الترقب..
وأرصفة النزف..
لعل صبح تائه يعبر من هنا..
أو شعاع نور يغمر قلوبهم المتعبة..
المثقلة بالشوق..
كرحم غيمة..
توشك أن تتساقط..
سلام على المعلقة أمنياتهم بجدران ذاكرة منهكة..
مهترئة الأوراق..
ما زالت الطفولة تلهو بها رغم مرور الزمن..
كأنما رفضوا الانتقال من عباءة الصغر إلى معاطف الكهولة..
شاخت بداخلهم الأوجاع..
، وغاصت في أعماقهم الانكسارات..
وتكاثرت في ثرى أحزانهم الخيبات..
ورغم ذلك..
لم تفتر نوبات التطلع بداخلهم..
رغم تناول الكبر ملامحهم..
وبقية أرواحهم..
رغم استطالة العناء في خوافقهم، حتى أضحى يشق عنان السماء..
رغم تكالب العثرات..
وكثرة الانكفاء..
رغم تلون الوجوه..
وتبدل القلوب جفوا بعد صفو..
سلام..
على أولئك الذين عطروا الأماكن إذ مروا..
وغيرو خارطة الفرح على خد الزمن..
ووسعوا رقعة النور في عتم المحن..
لمجرد أنهم عبروا..
سلام عليهم..
حين القدوم..
سلام عليهم حين الرحيل..
سلام عليهم حينما ماتوا..
دون أن يخبر الريح عنهم إلا أنهم بخير..
لا كذبا كان..
ولكن أثرة أن يُظن بهم الضجر والشكوى..
وهل أرزى ممن ناله الزمان بنوائبه؟!..
فهان..
سلام..
على سنابل الصمت التي أينعت هناك..
في حقول شفاههم..
دون أن تفارق إحداها الأخرى..
تنتظر حصاده عطفا وريا..
والعطف في عرف الزمان موءود..
والري على ملة الممنوع..
وهل أتقى ممن أعلن صيام القلب عن غيرهم..
رغم كثرة مساغبه؟!..
سلام..
على أولئك الموقوفين في أودية الأنين..
يتألمون بشرف الفرسان..
يموتون بطهر الدواخل دون أن يتغيروا..
دون أن يأبه هؤلاء أنهم وُجعوا..
وبأيد كان يظن بها الشفاء..
سلام عليهم..
إذ علموا أنهم كانوا على قيد عابري السبيل..
فآثروا الصمت للأبد..
علموا أن هؤلاء وقد تجلمدت قلوبهم..
فلم تعد تشعر بشيء..
ولا تهتم لأحد..
فتناولوا الأرق حبوب انتظار..
ورابطوا على الود..
رغم الخيبة والحزن والكمد..
أعوزتهم فاقة الحنان قلبا يحتويهم..
ولفظتهم القلوب كأنهم رجس..
فربطوا الحجر على بطون الحاجة..
ولم يطلبوا قدر ذر من مدد..
خبروني أيها السادة..
هؤلاء الملائكة..
أنبياء العشق..
وأولياء القرب..
لو عبروا يوما من هنا..
كم ينبت تحت أقدامهم بساتين ورد؟!..
خبروني..
لو حضر طيفهم في ظلام ليلة دهماء..
كم قنديلا ينبت في جنباتها؟!..
سلام عليكم..
يا أيها الذين لا أجد لهم في بطون اللغة وصفا..
إلا بقية الطهر..
وعاقبة الرجاء..
يا سلالة النور..
يا أهل النقاء..
لكم مني ألف اعتذار..
ولا يفي بحقكم الاعتذار..
ولا أدعي بحال أني كنت أحدهم..
وهل لمثلي قصير يد؟!..
عجول..
تغلبه فطرة البشر..
أن يكون كهؤلاء..
لكنني على الدرب أسير..
لعلي يوما أصل..
أيها السادة..
نقطة، ومن أول السطر..
هؤلاء المذبوحين..
المفطورة قلوبهم..
عند من ضاعت حقوقهم؟!..
والمطلوب بالحق..
هو الذي ينطق الحكم..
وهل تقوى عند مثله الحجة؟!.. 
رفعت الجلسة يا سعادتكم.. 
ففيم يجدي.. 
النحيب والصخب والضجة؟!.. 
قوموا يرحمكم الله وأدوا صلاة الجنازة على أرواحكم.. 
فما من أحد هنا يتقن الصلاة غيركم.. 
وما في الصفوف طاهر سواكم.. 
وكلنا ملوثون بذنبكم..
وهل رأيتم يا جلالتكم؟!.. 
في الورى قبلا.. 
ميتا يصلي على نفسه.. 
إنها والله.. 
لعجب عجاب.. 
انتهى لعجز القلم..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد.. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث.. 
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي