نظرة تحليلية في نص الصديقة المبدعة دكتورة جوني العيا
شفافية و عذوبة البوح الشعري..و أنفاس الحلم العاشق
رومانسية شعرية , عذوبتها أريج البوح العشقي, أنفاس الشوق تنتقل في أجواء القصيدة , ترتقي , بمذاقها , كأنما الكلمات تتنفس ما بين الماضي والحاضر.. في اللحظة الدلالية التي تتحرك ما بين الفعل الماضي والفعل المضارع..و هذه من شأنه أن يخلق حالة تشويق..و مدى حيوي للنص الذي يذيع غرامه , بتكثيف حروفي مقتصد, يحسب لصالح المبدعة الدكتورة جوني..إذ إنها ذهبت للمعنى المراد سالكة أقصر الطرق و أجملها. جملة خبرية تفتح أبواب النص جماليا ..تحدد دائرة الإحساس و تضيء بؤرة التبليغ الشعري "حكايا دفء و بوح لهاث"
مبدعة تختار ألفاظها بعناية و تركيز..كلمات موسيقية ..تتوافق وتنسجم مع المكنون و المكون النفسي العاطفي للقصيدة النثرية المواشاة بأنغام الحروف المرهفة, بحيث يتلقاها القارىء بمتعة , صنعتها العذوبة و الشفافية التي يتسم به نص شاعرتنا, د جوني .
إما الصور الشعرية و البيانية , فقد جاءت منذ بداية الكتابة الجونية , فلنقرأ هذا التصوير البارع المتجلي " يتنفسك دمي..فتطلع من قلبي صلاة حنين ونعاس"
للدم رئة الشوق و التوحد مع الحبيب, و هو الخارج من بين النبضات الهائمة كصلاة حنين.. تضفي مبدعتنا على الحب هالة قداسة..و يغدو "النعاس" رغبة كامنة في النوم على صدر الحبيب
هنا الراهن و أنفاسه "فعل المضارع المستمر"
ثم نقرأ وبنفس السياق الملتحم .."أرتشفك..فيجف ريقي.. نشفت شراييني.." نلاحظ أن فعل الارتشاف راهني يعلن حضوره الأنثوي الصارخ.. .ثم ما يلبث أن يتحول إلى ماضوية في مدى الحنين ..إذ إن "جفاف الريق" يدل على إن مياه الانصهار لم تحقق غاية وغواية الارتواء..فهل ترتوي الحبيبة من شهد الحبيب ..حتى لا ينشق ريق الشغف...؟
في السطور اللاحقة..يفتح الغرض الشعري البوحي مغاليق الكلام أكثر..فتقول شاعرتنا د جوني في نهاية نصها المؤتلق المتوهج " اليباس لامس روحي" هو الترادف ذاته مع فعل الجفاف و النشفان" فعل ماضي آخر إذن, "لامس َ" و هذا سيؤدي بطبيعة البيان الأنثوي العذب المتصل مع حالة الشجن والتشوق..إلى أن تقول" أحلم ُ في احتضاري..أن أتنفس روحك..ما بين جنون عشق و حكايا دفء وبوح لهاث" هنا تحدث القطيعة مع راهنية الأفعال و لذتها, ليصبح الحلم في حالة توق..و يكون تنفس الروح.. سعيا إلى ما هو واقعي و مادي يتنفس دم الحبيب كما في المرة الأولى.
سليمان نزال
تعليقات
إرسال تعليق