(لا تغضبي)
بالله عليك كفاك أحزانًا ولا تغضبي
استحلفك بالله لا تغادري وابق معي
فلقد سئمت الحياة في هجرك
وكم قاسيت من أشواقي فأفزع
فلن تهنوا لي الحياة من دونك
وتفيض عبراتي ويا سماء فاشهدي
يا سيدتي نيران تأججت في الحشا
فلا تتركيني وحيدًا ولا تذهبي
يا وردة تنسمتها بفؤادي شوقًا
يا درة ممزوجة عطرًا يا ضياء الكوكب
كم قلت لك جافاني النوم هاجرتي
لكن هيهات هيهات أبدًا لم تسمعي
وأصابتني سهام عينيك ولم ترحمي
توسلات قلبي العليل ولم تخضعي
فكم قاسيت الموت في هواك ظلمًا
وكم عانيت الهجر طويلًا وسلي أدمعي
يا سيدتي جئتك متوسلًا مسترضيًا
فإني أبدًا لغير الله أبدًا أبدًا لم أركعي
فقد عهدتك قاموس لغة وقلم يعزف
ونهر يتدفق بالمشاعر ولا ينضب
فخضعت لك في شوق وعرفان
وأنا لغير الله أبدًا أبدًا لم أخضع
فالشعر ينساب منك موزونًا بقصائد
وبحس فائق الوصف حقًا ما أروع
وأراك تعلوا وتشدو على أيك السما
والخاطرة في أحضان الهوى ترتع
فالشعر كالشلال ينهال من ثغرك
فتجمعي من الحروف ما لم يكن يجمع
فالناس حاروا وصاحت كل عازفة
وكل فاتنة من حسنك صارت تتبع
فالدين عندك ينساب من عسل
وقلبك يهيم في دين الله ويخشع
فاحتارت الأقلام في وصفكم
فأنت الفراشة في أوصافها تبدع
ففي صدري نيران تؤججني
فلا زال قلبي في هواك يجذع
وإذا ذكرت إسمك تعطرت قصائدي
فذكرك قد قال للروح هيا اسعدي
فعند أفراحك تلهميني أفكارًا
فتنطق حروفي في السؤدد وترتع
فقد جف مداد محبرتي فاتركيني
أهيم مع أحاديثك دون أي تقيد
واتركيني أعبر ولا تتصيدي الأخطاء
ودعيني أبوح شوقي دون أي تصيد
فلقد فاق شوقي كل الحدود وأسقمني
فأنت الطبيب من الخلائق ومنجدي
ولكنك طعنتيني بسكين الهوى
وخناجرك بقلبي تمزقه وتقطع
فكم جرعتيني كاسات الموت الوانًا
فجرعتيني حتى الثمالة زيت الخروع
فلم يعد حالي كما كان خيرًا
فالآن حالي هو المر الأوجع
فلقد عانيت لهواني عليك كثيرًا
فكنت لحلة الأحزان دومًا أرتدي
فدومًا أعتذر لك ولا أعلم ما خطئي
فلم أتجاوز في شئ معك ولم أذنب
لكن كان كل همي ألا أفقدك بتعصبي
فكل إعتذارتي اليك لم تجدي ولم تنفع
فلا تلومي تعبيري ولا قلمي واعلمي
أن الأرواح تتآلف ولن يرهقها الموقع
فلقد أثارت أحاسيسك أشواق قلبي
فعودي واطرقي باب قلبي واقرعي
فقد حاولت مررًا أنساك دون جدوى
ولم أنساك فحالي الآن هو الأفظع
فلقد غرقت وجدًا في بحور عينيك
وليتني أنجوا من عذاب المستنقع
فقد ذبحتيني بسيف الهجر عامدًة
فقد وئدتيني وقد غرقت في المنبع
فمهما طال الليل سيجئ النهار
ولابد أن تجئ الشمس وتطلع
ليتني أشد الخطا نحو دربي سابقًا
وأسيل مثل النهر بين المورد
وأتمنى أنام بنفس قد هدئت
فوالله لا يطيب لي دفئ المخدع
أخبرك فقط كل ما عاناه قلبي بصرخة
بل صرخات وصرخات من روحي تتبع
فهل استحق منك كل معاناتي لأجلك
فتوسلي اليك دائمًا لا يغني ولا يشبع
ودعت حب العاشقين جميعهم
وصرت قتيل حبي لك وتشهدي
فقد جافاني النوم وخاصمني
والليل يشهد وعلى مرأى ومسمع
فلقد اجتاحتني أعاصير هم وحزن
ومرارة غصة بقلبي تقتلعه وتنزع
فهل سمعت عن أحد مات وعاد ثانيًة
كذلك قلبي الميت أبدًا أبدًا لن يرجع
فلقد تملكني اليأس منك وهزمني
والشوق ينخر في عظمي ويرتع
أكلما تحدثت اليك تلهبيني وجعًا
فانفعالاتك أشد من السيف وأسرع
فقد استكفيت من أوجاع تميتني
ولقد يئست من الرد المدقع
أمهليني قليلًا سأعيدك كما كنت
غريبة عني ويا سماء فاشهدي
وما زلت أجاهد نفسي على الفراق وإنما
لا زال قلبي يكابد في هواك ويجذع
والجرح سيظل يئن ما دمت حيًا
ولا زال الهجر يقتلني في مخدعي
وقد زرعتك بقصائدي أنشودة
يا من وهبت لي الحياة يا درتي
أدعوك ربي أن تغفر ذلتي
فهي في الدنيا مؤنس وحدتي
فهل ستجدي كلماتي عندك نفعًا
وهل خواطري وأشعاري اليك ستشفع
فأنت النجم في العلياء متلألئًا
فلا أجمل منك في الكون ولا أروع
فماذا أقول وهل أوفي قدرك
فسبحان الخالق الوهاب المبدع
فيصلى غرامك في شراييني مزلزلًا
قلبي فلا تهدمي في الهوى مسجدي
فتربعت وسكنت بذا الفؤاد فراشًة
فافتحي قلبك لعشقي ولا تلحدي
فأنت ترانيم قلبي المسكين دائمًا
فيتناثر شوقي اليك كورد ندي
فمتى تجيئي وتحييني هاجرتي
فإني أعاني وأشتاق منك الموعد
وهل سيعود النهر يفيض شوقًا
ويتدفق شلالًا من أعلى المنبع
فلقد عانيت طويلًا لهواني عليك
وكم قمت لحلة الأحزان أرتدي
فإنك تشفين قلبي العليل بقربك
فداوي جراحي وهذي يدي
فأنت الملكة على عرش قلبي
فمتي تشعري بذلك وتقنعي
فعفوًا فأنا لا أسرد شعرًا وإنما
يئن قلبي وتفيض عيني وتدمع
فماذا أقول فلن أستطيع وصفكم
فعفوًا إن كنت قد أطلت المقطع
وماذا أقول وهل أوفي قدرك
فسبحان الخالق الوهاب المبدع
#ابراهيم الورداني #
تعليقات
إرسال تعليق