التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع/حيدر غراس/////////\


هاتف وسط النهر..
................
عبرت أنا..
وأسفي الهاتف ماعبر
سقط تحت الماء
في القاع شاع الخبر...

نزلت أبحث عنهُ...
نصفة بالطين مقيم
نصف بالكاد ظهر..
كان كالسارية منتصباً
من حولهِ ألأسماك
تأخذ تحية للنهر..

تؤدي طقوس القدوم
تهلل للقادم المنتظر
تأتي الحوريات 
تطوف حوله..
وكإنها في عرس
تاتي زمر زمر..

تتوالى تكسرات 
الموج هنا...
كأني لمحت 
نورسة بيضاء ..
رأيت النجمة العلياء
حقاً لامست القمر...
قمر في الماء..
لا ماء في القمر..

مدت يدي. .
أنفض الطين من حولهِ
لي مع الطين 
أحاديث أخر..

سأدعك منها الان
احاديث الماء
اولى بصدق الخبر
ياحسرتي..
زجاجه مقدود
كان من قبلّ ودبر

فمنه من ارتضى
بالقد..
ومنه حقا أنكسر
تعلو على شاشته
وميض برق
كأن الرعد هنا
جاء يستجدي المطر

مازال البياض 
يعلو هامته
وكأن حمامة عطشى
نزلت تشرب
وتسقي صغارها 
تبني اعشاشاً
ولم تترك اثر..

من الذي يصيح
هنا...
أهو امروأالقيس
بقفا نبكي
عمامتة مبلله
أكان مكر مفر؟

احطَ هاتفهُ سيل
جلمود الصخر..
ام جاء يسبح
بشق وشق 
يتركه لرضاع 
ثدي النهر..

خبأت وجهي ..
رأيت عشتار
تطوف حول الهاتف..
شبه عارية
ترتدي أثواب الشجر
تبحث عن زر بهاتفي
وتقرأعلى الماء
تعاويذ السحر..

مددت يدي مرة أخرى
استخرج منديلي
وجدت هاتفي
مازال في جيبي
لم يغرق أبداً
انا من غرقت
غرق النهر...
.
.
.حيدر غراس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي