التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الشاعر أ/عبد الرحمن بو طيب/////


«غرب المتوسط... حكاية».
(قصيدة نثرية).
—————————————————————
1/ للحكاية بداية...
"أشيلوس" تغرق،
ملاح عجوز خانه عناد،
وعلى الشاطئ الموعود ارتحت أوتار رعشة حزينة ترتعد...
أمواج تبتعد،
بوصلة تتقاذفها رياح،
أوراق ذابلة ترقد في جوف
محفظة بنية فارغة...
وما بر الأمان في انتظار الملاح
     العجوز .

2/ وللحكاية تتمة...
سقط الزمان من ذاكرة زمان،
      ما الخلان خلان،
      ما الدنان دنان...
                       عطش هو العطش.
  ما عادت الخيمات تُنْصَبُ لحروف.

3/ إضافة عنيدة... 
           "أشيلوس" تائهة،
         بوسيدون عنيد جبار،
ها قد انتهت حكاية سارد يجوب البحار،
وما في جُبِّ الْحُبِّ قصةُ أميرةٍ صغيرة نائمة تُروى إلى نهايات زمان.

4/ عطفة بئيسة... 
     ضاعت الحروف...
                             ولا أمان.
                    قف،
           تمهل...
  أيها العابر في دروب العبور،
           اِلتفتْ وراءً،
شُدَّ أوتارَ وتين الحنين،
غٌنِّ،
اُشْدُ لحنَ عزفِ قيتارة نيرون...
           روما احترقت،
وينتشي نيرون على رجع دنان...
                  نيران.
وها أنت ذا اليوم تهجرك السفينُ 
  المدينةُ فنجانُ قهوتكَ الحزينة.
      ضاعت منكَ فيكَ شوارعُ المدينة،
وما الدنان دنان،
           أنت في الحكاية روما،
               أنت "أشيلوس"،
وهذي أوراقك في محفظة بنية قديمة دفينة...
                  رحل النهار،
حتى الجدة الساهرة نامت قريرة الدمعِ والعينِ البليلة...
غطتْ عيونَها الكحليةَ ضفيرة...
هي من شِعْرِكَ مغزولةٌ والقصيدة...
مغزولةٌ من شَعْرِ حبيبتك الصغيرة،
مغزولةٌ من رقصة حبيبتك الأميرة...
             عرسَ أطلس...
     ناياتٍ ترتدي ألحاناً عتيقة.

5/ قفلة وماهي أخيرة... 
وفي حلقة الشعراء الشاردين...
حكتِ الشواعرُ رحلةَ شاعر حزين.
        وما انتهت الحكاية،
              هو التيهُ الحكيُ بداية.

*في ركن زاوية المعبد القديم انزوى ملاح عجوز عنيد ينسج على منسج ذاكرة ممسوحة وشاحَ قصيدة حزينة يهديها لجدة ساهرة وأميرة صغيرة*

"عبد الرحمن بوطيب".
المغرب: 2029/6/23.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي