التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/جرجس لفلوف////


زمن الطفولة.......
ولدت مع ولادة الحرب العالمية الثانية.(١٩٣٧.) الأيام قاسية لا شيء فيها كان مفرحا انتشر الجوع والمرض ومات كثير من الأطفال ومن بقي على قيد الحياة كان من السعداء
بدأت رحلة العمر في حديقة الطفولة هي ليست حديقة بل صحراء أرضها باردة رملها جرح بطني من الزحف عليها وأنا شبه عار البيت ترابي حجارته سوداء يتسع لأهل البيت وحيواناتهم معا والبيوت متلاصقة تشكل سوقا وبين صفي البيوت من الجانبين يسير زقاق المرور ونحن الأطفال القادرين على السير نجوب الحقول والبياًدر ونفتعل المعارك بالحجارة سلاحا أما في الشتاء فسلاحنا كرات الثلج .لم تكن كل أيام طفولتنا لعبا بل بعضها في بيت جدي يعلمنا القراءة والكتابة وبيده قضيب الرمان لمن يخطئ أو يقصر في واجباته وسائلنا ريشة قصبية ومداد من الشحار ممزوجا بالماء وهذا قبل أن تفتتح المدارس الرسمية في منطقتنا إلى أن أصبحنا قادرين على الذهاب إلى مدرسة في قرية مجاورة سيرا على الأقدام عندئذ ذهبنا لنكمل تعليمنا.. لم نتفرغ للدراسة بل كنا نقوم بأعمال الفلاحة ورعي الحيوانات والحصاد والدراسة في مواسمها على حساب دراستنا
أنهيت مرحلة الطفولة أتأرجح بين عشقي للعلم ومتابعة التحصيل العلمي وبين القيام بما يجب أن أقوم به من أعمال في البيت وقد حفظت عن جدي نصيحة تقول( لا تنس يا ولدي أن كنوز الدنيا مخبأة في قلوب الكتب ومن يرتشف الرحيق من فم الزهرة يجني عسلا ومن يريد أن يجني العسل عليه أن يعمل كالنحلة)
تجاوزت مرحلة الطفولة وقد علمتني كيف أزحف وأحبو لأصل وكيف أسير منتصب القامة قويا لأحصد محاصيلي وتعلمت كيف ومتى ولماذا أبكي وأضحك وكيف أبقى منتصب القامة أنظر إلى نجمة الصبح تذكرني باسمي ويوم ولادتي وإلى الشمس تذكرني وهي تغوص في أعماق البحر أن لكل فجر مغيب ولكل مغيب شروق
جرجس لفلوف سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي