التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/عمر أحمد العلوش////


الرسائل المعتقلة

هي رسائل كُتبت مضمخةومُحملة بفكرة أو مشاعر وأحاسيس نبيلة من حب وعشق ووجع وحالة وجدانية دافقة لتعبر عما يجول في الروح والنفس ، نعبر فيها عن لواعجنا ، هي رسائل تبكي ، والعناق فيها ، رسائل تحمل قُبَلٌ ، من أطراف أصابع خطتها، فيها الجمر يشتعل والعين ضاقت بالدمع ، فتفلت الدمع وكأن الجسد كله بالبكاء يحتشد ، رسائل تصرخ أنها قتيلةٌ .
نتحرى أن تلك الرسالةوصلت للمخاطب ، فيقوم ذلك المخاطب باعتقالها ، دون رد عليها ، بنية مبيتة وعن عمد وسبق إصرار، لتبقى تلك الرسائل معتقلة نازفة ، وهو يعلم أن الرسائل تبكي ، وكل حرف بها ماهو إلا عين دامعة وقلب ملتهب .

فيخنق خفقة القلب ويقتل لمعة العين بعدم الرد ، لتكون تلك الرسالة المعتقلة كأنها قطاطة وقعت في شباك صائدٍ فكُسرت جناحها ، وتعمد ذلك الصائد بقاء الحال على ماهو عليه دون أن يفصل في مصيرها .
ويعلم ذلك المُعتقل أن هناك بالجانب الآخر نزف من ألم ووجع وعذاب،ويتلذذ بتعذيب الآخر ويظن بأنه هو الأقوى والأقدر بالتحكم بدفة شراع مركبه ، دون أن يعلم بأن فعله هذا سيقود مركبه للغرق والهلاك في بحر من الكراهية ، كراهية يداه اوكتاها وفوه نفج بها من درائن نفسه .
كلما أُعتقلت رسالة مكثة مكثة سوداء في قلب المرسل نحو ذلك المُعتَقِل حتى يبلغ بذلك القلب وكأنه من الران ، ذلك
أن الرسائل المتراكمة هناك وقد تجمدت وصدأت في ذلك الركن وإن شئت قل في ذلك المكان البهيم ، هذا كله خلق في روح المرسل النفور والاسمئزاز لدرجة القرف .
وعندما يبلغ الأمر منتهاها ويُحجم المرسل ، ويحتجب وتكون كل أحاسيسه ومشاعره وأفكاره قد نضجت بنار ذلك المعتقل وأبت روحه أن تخط حرفاً واحداً ،ترى الذي أعتقل كل تلك الرسائل
أفرج عن تلك الرسائل وبدأ في ضخ مشاعر أصبحت تالفة مهترئة لا قيمة لها .
يعود ويظن أنه تفضل على المقتول وجعاً ، وفي إعتقاده إن عاد سيعود الآخر ، دون أن يعلم حقيقة مافعل ، فهو من جعل ساحته حصيراً من نار لن يكتوي بها غيره .
متى سقط الإحترام والإهتمام سقطت معه كثير من القيم الوجدانية التي لن تعود وإن عادت تعود مُعابه ، وما أظنها تعود قط .
خلاصة القول من يسقط لن يعود ، ولهذا قالوا الساقط لا يعود ، كمبدأ أخلاقي وتشريعي ووجداني ، ذلك أن الساقط
هو من سقط من سلم القيم والمُثل ، فما عرف لجمال تلك الأخلاق درب ، وماغرف غرفة من جمال .

د. عمر أحمد العلوش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي