ذات شتاء ماطر
تحت سقف الصقيع
وأمام الموقد الثائر
حكايات تروى من
أفواه العجائز
عن الفلاح
كيف يخط بالمحراث
أوراق التاريخ
كيف تروي خطوط كفه
ما بين السطور
كيف يسقي الحقول بعرق
متصبب من جبين الهاجرة
كيف تحن الحقول للظلال
كيف تتموج السنابل
في المساء كالبحار
وكيف يصفر وجه الحقل
العطش لحبات المطر
كيف يتوضؤ الصبح
من دموع الفرح
كيف يرى في مرآة
المنجل وجه العجائز
وهن يخبزن رغيف المهاجر!
يلوك العابرون الرغيف
على عجل في تاريخ السفر.
تخبرهم رائحة الرغيف أن
بين خطوط الأرض
يستوطن قلب الفلاح
كيف لوطن يهجر أبناءه
كيف لأبناء يهجرون
صدر الوطن
كيف يصفق لمن
يعبث بجسد الوطن؟
وكانت بداية الحكاية
حبة قمح
سقطت في جب الهاوية
التقطتها يد الطاغية
فكان يلهو بها على
مشارف الضياع
هناك أين يفصل ثوب الهوية
على مقاس المغتصب
الذي فض للوطن العذرية
في ليلة ظلماء!
كيف لوث زرعه طهارة الأرض!
كيف يولد الوطن هجين الفكر والهوية!
يشرب الخزي من ثدي استباحه العدو!
أين ينسى ميلاد الاغتراب
ويهيم باحثا في جيوب العدم
عن طريق العودة إلى ميلاد المطر.
ليغسل من عيون السماء دناسة المغتصب.
همسات نورس
تعليقات
إرسال تعليق