زنابق 1 في حضرة الجمال
جلبت مصباحا وشمعة في صحن من الفضة
هذه الحياة مترعة زاخرة بكل شيء
حركة أضواء ضجيج وأصوات أغانٍ
في تلك الزاوية يجلس حاوٍ
يتمايل مع مزماره يراقص كوبرا وهي تنظر إليه ،مبتسم ذاك الحاوي
لكنه لو دخل عقل تلك الكوبرا لتوقف عن الابتسام.
لست بحاوٍ ولا أفهم لغة الأفاعي,لكن المشهد شدني فمكثت برهة
من بعيد سمعت تصفيقاً،خطواتي تابعت الصوت
يا لَلجمال
راقصة بثوب مزركش ترقص رقصة إسبانية
ضحكتُ في سري
عجباً ! أنا لا أعرف الرقص الإسباني, ربما ما تراكم في ذاكرة الذاتمن التلفاز
سألتني نفسي :أين كنت؟
ضاع المكان وغابت كل الوجوه
فقط أنا وذاتي
في ريعان الرجولة أقف أمام مرآة وفي صفحتها طفل يرقص
ضحكتُ من جديد، أنا لا أعرف الرقص
هل أمسكَ يدي أو أمسكت يده؟
هي مرآة أو طفولتي؟!
لمست جبيني،الحمدلله لا توجد آثار حمى،
عضضت إبهامي تألمت، الحمد لله أنا لا أحلم
لكن ذلك زاد خوفي
من هذا القابع خلف إطار المرآة؟
يمسك بزمام رقصاتي، إني أتذكره وأتذكر أرجوحة العيد والحلوى
ارتعدت نفسي،نعم نعم عرفته بكت عيني عندما عانقني.
أعترف لكم، إنها طفولتي الضائعة،مسح دموعي بكفه الصغيرة
بنظراته طلب مني أن أرقص معه
رقصنا ورقصنا وفي آخر النهار ركبنا تلك الأرجوحة
فالنهار لأطفال العيد
غفوت ولأول مرة أغفو صحوت على لمساتك
قالت لي :وهي تبتسم، كم هو جميل هذيانك.
لم أعتد على الهذيان أو البوح لم أعتد إلا العمل
شعرت أني ألوم نفسي
قالت :كنت تغني تلك الأغنية
هل تستطيع تذكرها؟
عيناي تلاحق عينيها الخجلة
بعد طول صمت قلت :
في حضرة الجمال تختفي الكلمات
الكاتب مازن سعيد العلي
تعليقات
إرسال تعليق