أول خطواتي كانت هناك.
قبل ثمانين حولا من الٱن.
أردفني خلفه
اصطحبني والدي عبر النهر.
وهناك على الضفة الأخرى.
كانت لنا بيارة.
تزهو بأشجار البرتقال.
على حافة النهر.
"ماتور ماء"
يسحب من النهر
ويروي الأشجار.
هناك كان جسر خشبي.
"يسبح فوق النهر"
يعبره المارة من غير الأطفال.
خشية الغرق.
وفي الإياب عبرنا حقول القمح.
نضجت.
ووركعت.
وكأنها تنادي السواعد للحصاد.
فكان شهر أيار.
انتزعنا منها أجسادا.
وبقي معنا
مفتاح البيت.
وغرفة "الماتور"
والمنجل.
وفرس أبي وعمي.
مضينا نهرب من واد لواد
ومن كفر لكفر.
ولنا تحت كل شمس مكان
وتحت عباءة الليل قمر
وتحت كل زيتونة ظل يضمنا بحنان.
وتوالت الأيام.
وما زلت أذكرها
خطوات لا تغيب عن روحي.
منقوشة في صدري.
كنقش على شاهد قبري الآتي.
الخامس من أيار ذاكرة لا تطمسها الأيام.
أعرف أني تجاوزت الشروط
اقبلوها من جرح نازف راعف.
لم يجد من أمته الضماد.
عزت طاهر
تعليقات
إرسال تعليق