التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي////


صلاة لحضرة النزف..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
-#أما_بعد..
فلم يكن بإمكاني العيش بسلام..
فالسلام رفاهية الفارغين، ولم أكن..
كان علي أن أفتح أفنية صدري، لأرحب بكل تلك الرصاصات القادمة من فوهة الدموع الملوثة بكذب التماسيح..
وتلك الشظايا القادمة من خرافة الظن الحسن..
الذي لطالما وضعني في خانة السفه دون علمي..
وجعلهم يضحكون ملء أشداقهم على غبائي اللامحدود..
كان علي أن أمرر كل تلك الجحافل من الغصات عبر أزقة حنجرتي لترابط بين الشفة واللسان..
دون أن تُلفظ بحال من الأحوال..
ولا تنكص على عقبيها فتعود..
تعلن الحزن دولة..
قلبي عاصمتها الأبدية..
دون أن أتهم بخيانة الانتماء إلى أرض الأغنيات حتى آخر رمق..
أو أن تلصق بي تهمة العمالة لصالح الفرح المفقود من عشرين دهرا، فأجر على مرأى العالمين، متلبسا بجرمي..
فتنكأت لقلبي، أنكر عليه كل ما يمكن أن يبقيه على قيد النبض..
هيأت كل جراحاته القديمة، وناديت: حي على النزف..
ودفعته سلعة صالحة للألم، خارج حدود الصلاحية وقوانين المُدد..
إذ لم يكن بإمكاني أن أدس في زواياه شيئا من العطب، ليعود خائبا ذات يوم..
فخيبة عن السعادة ربما تُنسى مع الوقت..
لكن الخيبة التي لن تمحى..
أن تكون خائب السعادة، وخائب الحزن معا..

-#يليه..
يمكنك أن تبتسم، وأنت تلوك وجعك وتصرخ في جراحك الممتدة من الأزل إلى الأجل: زمي زمي..
فلا هي التي تنصاع ولا أنت الذي تكف عن المناجاة..
وتعزف عن الأرق اللامبرر..
يمكنك أن تقاتل طواحين الهواء، وتجمع المتضادات..
فترتجف في الحر بردا..
أو تستمطر الشمس..
يمكنك أن تكون ذلك المتشرد الأنيق..
الذي يجوب بقاع الوجع بحلم، ولقاء مؤجل، وحفنة وعود..
يسمح لك أن تلملم روحك المبعثرة في أطراف المدى..
لا حبا في التيه، ولا خوفا من التوغل في الدعة..
لكن، لأن يدا خفية مرت بين حناياها، فلم يرقها أن تمضي بسلام..
فذرتها قربانا لعصف الجفو بعد طول تعلق..
يمكنك أن تنطفئ كما تشاء، وتحترق كما تشاء، وتذبل كلما تشاء..
لكن..
ليس من حقك هنا أن تلوم العتمة، أو تنعى على الجذوة التي أحرقت..
غير مسموح لك أن تلعن ذلك السراب الذي ظننته ماء، فقدمك وجبة طازجة لحضرة الظمأ، ووضعك عمدا على قارعة الذبول..
كل ما يمكنك القيام به أن تكذب عينيك هاتين، أن تقاضيهما (كيف تغرران بك هكذا؟!)..
لكن ترى..
ماذا ستفعل بقلبك، وهو المجرم الأول؟!..
ذلك الذي ربيته جيدا..
واعتنيت به جيدا..
ليعقك، أول ما يفكر في التمرد..
ويقف ضدك..
في صفوف من ذبحوك..
أي نعم..
مزقت الصحيفة ورفع القلم..
لكن الوجع باق..
وهم يا سيدي،،،،،
خدعوك..
انتهى..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي