أفاق الفتون
إذا نشرت للحسن وجه تخاله
سماء ضياء أنجم و كواكب
وللشمس من تلك الخدود مشارق
و مطلع بدر باكتمال المراتب
فما زفت الأزمان حسنا كحسنها
بأرقى سمو الحسن زفت مواكب
و ما حملت أنسام سحر كعطرها
تضوع بالأنفاس سكر لشارب
تفوق جمال الكون من كل روعة
لها ما تجلى من عجيب العجائب
تحط بها الأنظار والعقل حاضر
و تمضي ولا عقل تبقى يصاحب
جمال دلال ساحر في فتونه
جنون جنون كل لب يواكب
فلا تملك الأرواح صد لسحرها
و لا أي قلب من هواها مجانب
تخط إلى الأعماق بالعشق عشقها
و ما تدفع الإغرام حد المخالب
و لا سحرها تجدي إذا سن عشقها
تمائم كهان و لا طهر راهب
وليس نجاة المرء منها بغاية
إذا تلتقي عيناه منها بهارب
توقفت الأقدار في طرف عينها
بفرض الهوى فرض برمش وهادب
وكل مزيح العشق من نبض خافق
كمن في هباء حاله بات ذاهب
فما خلقت في الأرض أنثى كمثلها
و لا وجدت بالسحر مثل لراغب
كما خلت بحرا ماله من نهاية
ترى حولها بالعشق صفت مراكب
على كل شط سحرها كل واصل
يود رسوا لو بأقصى الجوانب
فما وهبت للعشق في كل راغب
شعور و لا حطت هواها لطالب
مدار جمال الكون أضحى جمالها
و ما طالت الأنظار إلا مصائب
ففي كل عين قام عرش لعشقها
تملك خفاق و للروح غاصب
و كل مرام في هواها لقادم
كطالب لمس الشمس عند المغارب
فجل هواها في قلوب عديدة
و كم هزمت بالود تلك الكتائب
فما نبضت إلا لمن شاء قلبها
و ما عرفت ميلا بطرف وحاجب
لها نظرة فيمن هواها هوى به
و ما باعت الإحساس بيع الرغائب
و في عشقها عشقي وعشقي بعشقها
وفي عشقها قلبي على العشق ذاهب
عرفت هواها في أمور كثيرة
و في كل وقت بالهوى لي يناسب
و حظي من الدنيا هواها و حسبه
بها القلب غنم نال أغلى المكاسب
فيا زينة الأقمار كلي متيم
بعشقك عشق ما أنا منه تائب
بقلم
أحمد الشرفي
تعليقات
إرسال تعليق