أصابني الوجع من حديث أحد الغرباء .... عندما قال لي محظوظ هو من ملك قلبك ولا يعلم .... بأن من ملك قلبي هو من قتل كل شي جميل داخلي .... مزقني وجعل مني كاتب للحزن .... من نزفي أكتب وأسطر وأرسم ملامح الوجع ....وأهيم في حزني .... وأسرح في أحرفي .... تارة أبكي وتارة أبتسم وأقول سوف يمضي وجعي .... وتمضي بي الأيام ويزداد ألمي .... كلما ازداد شوقي إليه سرآآآ أفتقده بهدوء مؤلم .... لا أستطيع البوح به أبدا..
"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "
تعليقات
إرسال تعليق