مذكرات حب
( انكسارات)
سيدتي العزيزة : أظن أن تلك الأشياء التي أعتقدنا أنها عظيمة لم تكن عظيمة منذ البداية ، نحن كنا معميين فقط ، ونحن من تمادينا في تقديرها.. صدمة بعد أخرى حتى نبلغ سن الحكمة، و قليلة هي الأشياء التي بفقدانها نخسر، نحن غالبًا لا نخسر إلا بأوهامنا وندرك ذلك متأخرين... كنتُ اتالم في داخلي بعد كُلِّ خطأ أرتكِبهُ حتى فُراقِنا، أيعقلُ أنّ نفترق بعد كل تلك السنين التي مضينها سوية نحلم ونبني امالنا على ضفاف النهر بمستقبل مجهول الاقامة اي جرح عظيم زرعتيه في داخلي ثم رحلتي.. أيعقل أن خيبتي وصلت إلى إلتهام جسدي وقلبي وعافيتي.. اه.. اه.. ايها أيها الزمان، ماذا فعلت بنا وتركتنا نطحن ايامنا بحزن.. أن الخيبة لا زالت هُنا ترافقني ، لا تقلق يازمن لأن الحزن أصببح جزءاً لا يتجزأ من حياتي.. نحن اصبحنا نحاول جاهدين النجاة من أنفسنا من عقولنا الهالكة، و قلوبنا المضطربة، نحاول النجاة من كل هذا الخراب الذي يسكننا ولا سبيل إلى ذلك.. ما أوجعني أنني قد تنبأت بغيابك واستقيته من تلك الأفعال.. ما أوجعني أنك قد خذلتي قلبي بشعور بارد ولم يبقى سوى تراكمات الوجع في داخلي كلما تذكرتك.. كيفَ يُمكن للمرءِ أَن يُصبح هشًّا إلى هذا الحد ، كيف يُمكن للكلمات أن تدعس على الروح و كأنّها ضربٌ مُبرح.. تمنيت للمرةُ الاولى التي بأن اتقن الرسِم لأرسم ألمي، الذي شعر فيه، وبأن ثمانية وعشرون حرفاً لا تفِي بالغرض..
انا اليوم لستُ سِوى روح مليئة بالخيبة من كل شيء.. كنت أعتقد أن فَرط محبّتنا للآخرين ، ستحميهم من التغيّر أو الذهاب ، لكنني تفاجأت أنه لا شيء قابل للحفظ.. الكل تتغير بعد ان تحصل مرادها.. فلا أحد كسرته الوِحدَه و أجهزت عليه مثلي، لا أحد عشق الصمت و أدمنه مثلي، ولا أحد أخرسهُ البَرد وارتجف قلبه قبل ضلعه مثلي... أقصى ما أرغب به اليوم هو المُضيّ، التلاشي دون أثر أريد أن يستيقظ الآخرين، فلا يجدوني داخلهم، وأن لا استيقظ أنا أبدًا...فلم يعد يؤلمني جرك لقد تألمت بما يكفي ، ولا اعد أفزع حين اراك منتصبه امامي كل امس... نضجت ولم تعد العاطفة تشكل فارقًا في تكويني.. لن أغفر لك، ولن أكرهك، سأتركك هكذا، تبحثين عن بابٍ تعودين منه إليّ مرةً أخرى ولا تجدينه .
تعليقات
إرسال تعليق