التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/وائل الحسني/////


مذكرات حب
( انكسارات)
سيدتي العزيزة : أظن أن تلك الأشياء التي أعتقدنا أنها عظيمة لم تكن عظيمة منذ البداية ، نحن كنا معميين فقط ، ونحن من تمادينا في تقديرها.. صدمة بعد أخرى حتى نبلغ سن الحكمة، و قليلة هي الأشياء التي بفقدانها نخسر، نحن غالبًا لا نخسر إلا بأوهامنا وندرك ذلك متأخرين... كنتُ اتالم في داخلي بعد كُلِّ خطأ أرتكِبهُ حتى فُراقِنا، أيعقلُ أنّ نفترق بعد كل تلك السنين التي مضينها سوية نحلم ونبني امالنا على ضفاف النهر بمستقبل مجهول الاقامة اي جرح عظيم زرعتيه في داخلي ثم رحلتي.. أيعقل أن خيبتي وصلت إلى إلتهام جسدي وقلبي وعافيتي.. اه.. اه.. ايها أيها الزمان، ماذا فعلت بنا وتركتنا نطحن ايامنا بحزن.. أن الخيبة لا زالت هُنا ترافقني ، لا تقلق يازمن لأن الحزن أصببح جزءاً لا يتجزأ من حياتي.. نحن اصبحنا نحاول جاهدين النجاة من أنفسنا من عقولنا الهالكة، و قلوبنا المضطربة، نحاول النجاة من كل هذا الخراب الذي يسكننا ولا سبيل إلى ذلك.. ما أوجعني أنني قد تنبأت بغيابك واستقيته من تلك الأفعال.. ما أوجعني أنك قد خذلتي قلبي بشعور بارد ولم يبقى سوى تراكمات الوجع في داخلي كلما تذكرتك.. كيفَ يُمكن للمرءِ أَن يُصبح هشًّا إلى هذا الحد ، كيف يُمكن للكلمات أن تدعس على الروح و كأنّها ضربٌ مُبرح.. تمنيت للمرةُ الاولى التي بأن اتقن الرسِم لأرسم ألمي، الذي شعر فيه، وبأن ثمانية وعشرون حرفاً لا تفِي بالغرض..
انا اليوم لستُ سِوى روح مليئة بالخيبة من كل شيء.. كنت أعتقد أن فَرط محبّتنا للآخرين ، ستحميهم من التغيّر أو الذهاب ، لكنني تفاجأت أنه لا شيء قابل للحفظ.. الكل تتغير بعد ان تحصل مرادها.. فلا أحد كسرته الوِحدَه و أجهزت عليه مثلي، لا أحد عشق الصمت و أدمنه مثلي، ولا أحد أخرسهُ البَرد وارتجف قلبه قبل ضلعه مثلي... أقصى ما أرغب به اليوم هو المُضيّ، التلاشي دون أثر أريد أن يستيقظ الآخرين، فلا يجدوني داخلهم، وأن لا استيقظ أنا أبدًا...فلم يعد يؤلمني جرك لقد تألمت بما يكفي ، ولا اعد أفزع حين اراك منتصبه امامي كل امس... نضجت ولم تعد العاطفة تشكل فارقًا في تكويني.. لن أغفر لك، ولن أكرهك، سأتركك هكذا، تبحثين عن بابٍ تعودين منه إليّ مرةً أخرى ولا تجدينه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي