أأأأأمي
أمي ردي الي قلبي الذي رحل معك
ردي لي سرير الطفولة حضنك الدافئ
ردي لي أنفاسي المخنوقة بين أزقة الحياة منذ رحيلك
أمي هل تعلمين كم مضى على هذا الغياب الموجع... هذا الغياب المر
إنها ستة عشر عام و تسعة ايام بلياليها
هل تعلمين ان كل شيء في غيابك قد تغير
أحلامنا جائعة
حجارة البيت ضائعة
الازهار جفت وماتت عطشاً
السماء لم تعد بذلك اللون الأزرق
أصبحت رمادية
الغيوم تذرف الدموع
من هذا الغياب
قناديل المساء اطفئت
والقمر شاحب اللون حزين…
أمي… كنت أود أن أسألك قبل الرحيل
كيف تستطيعين أن تحوّلي
ألآلام في قلبي الي فرح
وتعطيني القدرة للنظر الي الحياة على أنها مقدسة وانها أثمن من أن نضيعها بين الندم والدموع
وكيف كنت قادرة على اعادة الأحلام الضائعة والمسروقة
و تعيديها لي بتلك الابتسامة الملائكية
في أجمل وجه عرفته عيناي
منذ تاريخ ولادتي
ياسيدة قصر قلبي وكل الأزمان
هل تعلمين كم قاسية هذه الحياة
حين تغادرنا أجمل الوجوه
أنتِ.. و أبي
ربما اختطفت جسديكما ظلال الموت العابرة... الا أن روحكما تسكن فينا بالقلب والشريان... و في بؤبؤ العين
وكل لحظة أتساءل هل تعود ام لا… ؟!!
تلك الضحكات المخبأة في مرايا البيت... في حكايا الأيام
بالرغم انني أعلم أن الموت نهاية حتمية لبداية الإنسان
ما زلت لا أصدق هذه الكذبة
أشعر وكأني مازلت طفلة وأنتِ وأبي
اختبأتما في مكان ما في غرفة من غرف المنزل لابحث عنكما ونكمل معاً لعبة الزمان.... وسوف تظهران
لتمسكا بيدي و تؤرجحاني في الهواء وتكون يديكما اجمل ارجوحة واجمل لعبة على مرّ الزمان
أم أن غيابك سرمدي
هل أصدق هذه الحكايا؟!
وهل يتوازى اختفاؤكما مع موت الأمل
أجل... ويجب أن أنتظر رحلة الموت القادم... كي ألتقي بكما وانا مكبلة يا أمي باثقال الفراق ودموع الشوق والحنين اجل انا في آخر محطة للعمر وانتظر هذا اللقاء . لشمس وقمر قد غادرا الحياة مسرعين
أجل فقد استعجلت الرحيل.
#إيمان حسن باترودك
سورية ::
تعليقات
إرسال تعليق