/المرسل إليه/
_ كتب: وليد.ع.العايش
كتب بحبره اللازوردي
شيئا ما ؛ عله لم يكتب مثله
قبلا ؛ فامتلأت الصفحة فجأة
إلى حبيبتي :
أتذكرين بأنك مازلت على ضفاف
قلبي المرهق ؛ كنهر أصابه الغثيان
فانحاز كي يرتاح من ألوهة الماء
وأن شرياني اليتيم تجشأ كأغنية
حزينة ؛ من أغاني نبيذ الجاهلية ...
أتذكرين بأن الورد لم يزهر في صباحاتي
مذ جاءنا السيل المكلل بالدماء ؛ فقرر أن
يهاجر إلى حيث اللا بشر ؛ واللا هواء
وكأنه عرف بأن كلام العابرين هراء
يتلوه هراء ؛ فأيقن بأن الدماء هي القضاء
وبأن السماء لن تمطر في دنيا بلا وطن
وأنها باتت تعشق تلافيف الرثاء ...
أتذكرين كم من قبلة تراخت على ثغري
فأقامت حفلا من وصايا الأنبياء ...
ألم أكتب في ماضيات رسائلي
كغيوم غادرت بلا خجل ؛ بأني مازلت
أعاني من وساوس حبك ؛ وحب من أحبك
وأن لون ثغرك مازال محفورا على جبل
عسيب ؛ مذ أقام هناك امرؤ القيس ؛
وجارته تحتفل بزائرها المسجى بلا وطن
بينما غادر الحفل الختامي الأصهب باكيا ...
أتذكرين كم ؛ وكم ؛ كتبت على جذع نخلتنا
من قصائد ؛ فكانت حاضرة كل الوسائد
لم تنم كما نحن. ؛ فلما كنا كالغرباء للغرباء
أتذكرين عنواني الذي كان شقيا كالمدينة
الحمراء !!! كطفل تمرد على أبويه
فأصبح عاريا في رصيف العمر ؛ لكنه
مازال يأبى الانصياع ؛ والانحناء ...
أما زلت تذكرين كم من الميسات ضاعت
في دروبك لتبقي ميساء وحيدة كبلقيس
في سجلات تاريخ ميلاد الشتاء ...
أتذكرين دموعي التي مشت إليك
مشفوعة بتوقيع اتفاق إذعان
كنت قد مهرته بكلتا أصابعي ؛ ودمي
ثم تلوت فيضا من رقص أو غناء !!! ...
فتش أيها الفتى عن عنوانها في سجل الذاكرة
لكن العنوان كان غريبا هو أيضا كامرؤ القيس
فكتب على ظهر الرسالة :
إنها رسالة من غريب إلى غريب
فلا مرسل إليه بعد اليوم ؛ لا عتاب
والنوارس لن تعود إلى بحر غريب
فمن هنا الرسالة بدأت ؛ وهنا منتهاها ...
وليد.ع.العايش
٢٧ /٨/ ٢٠٢٢م
تعليقات
إرسال تعليق