التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الشاعر أ/محمد حسيسني/////


🚀⚡🚀 مسافرون عبر الزمن 🚀⚡🚀

فقرات من مذكراتي
مسافرون عبر الزمن
ترددها حناجر مقهورة
كيف رفع الأمن والأمان
ورفعت بيارق الإجرام
انا العدل والمساوات
أنا الفضيلة ودستور الأنام
فنجان البلور العتيق انا
بيد ترتعش لإدمانها
الفقر والحاجة بكل الألوان
عرق يتصبب من الجبين
أتجرع مرارة النبيذ والمدام
أصغي اللحظة مشدوها
لرائحة عفن الجسد
وعرق يزكم الأعين
كلما سادت عتمة الليل
ونشر جناحيه سلطان الظلام
تنكسر المفردات عند مخرج
الحنجرة وتتحجر العبارات والكلام
رائحة حبات الكافور
بين الأغطية الململمة عشوائياً
بزاوية الغرفة لتبعد
عطر المواسير وبراغيث
قضت مضجع ليلي الثمل
حرمتني لذة تذوق الأحلام
حشرة لعينة كبعض البشر
أصبحت تتقاسمني الغرفة
لتثبت الإقامة والمقام
سدت الشهية عن الطعام
ذباب يغزوا مروج الغرفة
أتطهر بماء مقلتي
لأصلي النوافل بعد ان
تفجرت جداول الدمع
لا زالت أثار الإثمد
تغزوا ربوع الخدين
موسيقى قطرات المطر
تعزف لحن الفقر المدقع
على صفائح السقيفة
لقصدير أكله صدأ
السنين والأيام
لسعات برد كأنها
دبابير تدخل من شقوق
الباب الخشبي الهرئ
القائم كحارس يغط
في غفوة خفير مرهق
وكأنه بقايا من ألواح 
سفينة نوح عليه السلام
الرضيع فمه لا يغارق صدرها
إلتزق بالثدي طوال الليل 
كأنه ينقب في واحة 
نخلاتها شبه يابسة 
وعيدان كروم العنب 
جف وأضحى زبيبها 
من أعقاب أزهار الجلنار
كياسمين لم تنطق شهادة التفتح 
بل كانت من وحي الإلهام 
طفولة بائسة سموها المستقبل 
الآتي من فوهة بركان 
حمم وسعير تقيئتها 
هجرة البادية فخيم 
التكاثر بلغة الجنس 
لقد قالوا تكاثروا 
تناسلوا فما هذا الزحام 
لم تعد المدينة قادرة
لم تعد تتحمل وفود 
جيش من النمل البشري
كان يسكن شبه عراء 
مبان من سعف نخيل وطين
جاء يجر أسمال الحنين 
استوطن غابات الإسمنت 
شبه علب سردين 
أسموه سكنا إقتصاديا 
وسط قمامات بشرية و ركام 
الحكايات تبقى دوما حكايات 
يحكيها الجيل السالف 
لجيل قادم من العدم 
من صلب فقر مدقع
تاركاً له شعلة المواصلة 
لحياة كانت مرفأ 
وملاذا لأحلام من النعيم
جئت يا صاح ولا أعلم 
ما سبب قدومي 
وكل ما قرأته العرافة 
قالت فنجانك تنبأ 
على أنك لست بشراً 
صناعة مخبرية 
روبوت معدني 
او ربما حجر منحوت 
من سائل لزج مجمد 
كتبت عليه عبارة  
من بين الصلب والترائب 
فأنت لست إنسان 
مُجرد آلة إن لم نقل أصنام...

                                                                                                             🚀⚡🚀⚡🚀       

                                                           بقلمي محمد بن علي  حسيسني 
                                                     الدار البيضاء المغرب في 24 أغسطس 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي