ويُزهِرُ الرحيلُ
يوماً أيُّها البهيُّ
ستعلنُ رحيلاً
خبى بطهرِ النوايا
طويلاً طويلاً
رحيلاً موشوماً
على جدارِ القلبِ
أحمرٌ قانيٌّ لونُه
كلما هبَّت رياحُ الشوقِ
توقِدُ جذوةَ نارِه الخامدةِ
يصبحُ ليناً بعد تجلْمُدِهِ
يعربشُ بحدَّةٍ على حوافِ الوتينِ
يُمشِّطُ سكونَه بأنيابِ الجفاءِ
يؤلمُ كالفقرِ ....كالأملِ المزمنِ
بسيلِ وجدٍ يُغرقُهُ
بضيقِ مجرىً تلوَّثَ بنزفِ آهٍ
بعمقِ دهرٍ مبجلٍ
صامتةٌ الشِّفاهُ
صارخةٌ حين الصمتُ يتمرَّدُ
رحيلٌ رسمَ خرائطَه ببراعة ٍ
فلما مارسَه زحفاً
علمَ أنَّ ضيقَ الدروبِ تخنُقهُ
مع كل خطوة ٍ
برمالِ الندمِ يغرقُ
فشمسُ حقيقتهِ لم تُشرقْ
تُطبقُ على أنفاسِه
النجمُ المدجَّجُ ألقاً
غفى مسالماً
على أكُفِّ الاشتياقِ
تمرجحَ بحبالِ المُنى
سطتْ عليه غضبةٌ من زمن ٍ
فاحتلَّ أيادي الرجاء
حتى حدودِ الكتفِ
مازال تمردُه يعيثُ فسادا ً
بجسمٍ نحيلِ القدِّ
مازال يأكلُ اخضرار ِالقلبِ
لا يشبعُ
وظمأُه ُكافرٌ مرتد ٌّ
لحظةٌ قادمةٌ ستعلنُ التخلّي
كلٌّ لدربِه يختارُ
يرمي خلفَه بذورَ زهرٍ
قد يصادفُها أيّارُ
تُزهرُ أقاحي ،جوري وجلّنار
تتركُ أثراً للقادمِ التائهِ
بذيّاك المسار ِ
ستبقى أيُّها الراحلُ
ذكرى تغفو كلَّ يومٍ
وتصحو على وقعِ غصَّةٍ
شَرِبْتَها مُرّاً بسوءِ الاختيارِ
نداء طالب
تعليقات
إرسال تعليق