كم هي عجيبة تلك المشاعر حين ترسم لك خطتها الباهتة عن الرحيل وتخبرك أنها تغيّرت وتبدّلت وتمرّدت وتبعثرت، لتكتشف بنهاية المطاف أنّ رحلتها مرهقة عبر صحراء قاتلة تغوص قدماك برمالها ، تحاول التملص من غبارها ، لكنه لزج يبتلعك بكل برودة ويعلن النصر.. بلحظة كنت تظن نفسك الفارس الهمام يضيع فرسك وينقطع اللجام وتصبح أضحوكة للمتفرجين. #دكتورة.ندى
"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "
تعليقات
إرسال تعليق