(((لدي أقوال أخرى )))
ليت ما أشعر به .. غير صحيح ....
ليت الفؤاد بشأنك .. يهدأ ويستريح ...
ليتك ظللت بوجهك الكاذب ...
وأخفيت عني وجهك القبيح ....
فكثيرا يشفي الزيف الجراح ....
ويؤججها القول الصريح ....
وإن كان الظلم من العدو فهو مقبول ....
فكيف من حبيب يستحل ويستبيح ...
تركت من أحبك بين الضباع فريسة .....
كجندي أعزل يائس ومصاب وجريح ....
أين أجدك والذكريات ثانية .....
وقد تركت يدي وأنا طفل .....
بين قضبي عالم شاسع موحش فسيح ....
عزيزتي عذرا ... إليك لا أصبو ولا أتوسل ...
فلا انتماء لك يسكن الوجدان ....
وفي القلب يمرح ويتجول .....
بل كل جميل كنت لك أحملة ....
تبخر .. تلاشي ... تواري.. تحول ...
سأعيش داخل حدودك كزائر .. كضيف ....
بشكل مؤقت .. بوضع غريب .....
كغيوم و برودة في أيام صيف ....
ولن أتسائل عن أسباب ....
لن أقول أين أو متي أو لماذا أو كيف ...
سأقبل بكل حماقاتك ... مقتنعا ....
وسأرتضي بالأوهام .....
مستبدلا حق بسراب وزيف .....
ولا أجد نفسي بدونك خاسر ....
وسأكتفي بذاتي ويوسف وسيف ...
كنت لي وطن ودنيا و ملجأ وحدود ....
وتغيرت علي فجأة .. فأبرمت القرار ...
وأحكمت القضية .. وجلبت الأدلة والشهود ...
وهيمنت علي مقدراتي وطموحي ....
وعدلت في فقرات ميثاق قطعناه.....
وبدلت فية واجتزأت وحذفت البنود ...
وحيدت شرائع وعقائد كم علي صحف حررناها ....
في قلوب الفتية والقادة والجنود ....
أشعرت كل من أحبك بغربة ...
واعترفت بباطل .. ورضيت ...
بالظلم إذ يعلو ويهيمن ويسيطر ويسود ...
شفتاك هي من أطلقت في وجهي .....
إن تذهب يوم ... فلن تعود ....
أكثري من القرارات والمعايير والضوابط ....
مزقي ما تبقي بيننا من حلقات وروابط ...
زيدي بعزة زائفة ما بيننا من حواجز ....
ولتعلي ما بنيناه من سدود وجدران وحوائط ...
فإرادتك تهوي التقسيم والتفتت .....
فلنرسم الحدود بيننا ..
وليلتزم كلا منا بالوثائق والخرائط ....
لم نكن يوما يا بلادي ... نفس الطبيعة ....
صحيح أننا تحت نفس المظلة .....
تماما مثل السنة والشيعة ....
نعيش متجاورين .. منعزلين ....
في حصوننا وقلاعنا المنيعة ....
نرفض الاندماج والانصهار ....
ما من منطق يجمعنا وما من شريعة ...
نبغض الحياد والعدالة ....
ونهوي الانحياز والغش والخديعة ....
سلام بلدتي .....
وأطلب الإذن في قبلة قبل الرحيل ....
ولن أنسي أن أعترف ....
بما لك علي من فضل وجميل ....
وأوصيك يا بلادي .....
ألا تصدقي في ... مغرض حاقد ....
قبل تقديم البرهان والدليل .....
فمحدثك .. ابن بار صادق حر ....
فقط لم يشأ أن يحيا بداخلك .....
مكسورا مقيدا بائسا ذليل .....
فقرر أن يترك لك صورة بداخله .....
وأن يبحث في أرض الله عن وطن بديل .....
فقد سأم وضجر من آمال مرسلة ....
ورفض ضميره التسويف والتأجيل .....
وإن انقطع به الرجاء داخلك ....
فإلى الله المرجع والمقصد والسبيل ....
أسامة صبحي ناشي
تعليقات
إرسال تعليق