التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/حمدان حلمي/////


إلى فلسطين صاحبةِ الجلالة ...
جُرحٌ تُضمّدُهُ الملائكة ...
في القُدسِ قلبُ الأرضِ
جُرحُ الأرضِ عربيُ الكوفيةِ
فِلسطينيُ الوريدِ ..
من النهرِ إلى البحر
مدائنٌ ومآذنٌ وقبابٌ وباحاتٌ
ومُسمياتُ أبوابٍ وبهوُ أعمدةٍ والمُصلّون والملائكةُ
يُقرؤنهُ التضميدَ ..
تراتيلَ أفئدةٍ تغبطُها الرُبا والعقيقُ
على استحضارِهِ الريّحانِ
روحَ تجلٍ كوثريةِ ترفرفُ باستنهاضِ السجّيلِ
حجارةً في أيدى الذين يستشهدون ويستشهدون وتحيا القدس
مُتجاوزين بهِا غُصصَهُمُ الناجيةَ .. من الخرّاصين
ومن الذين يمنعون الحليبَ
عن أطفالٍ يُخضّبون بدمعِهِم ينعَ
العِزةِ والكرامةِ والشرفِ الرفيع
في منابتِ الزيتونِ على الريق ..
فلم تكُ تناهيدُهُم إلا استفتاحاً للعودةِ
بالعِرضِ إلى الديار
ففي القدسِ جُرحُ الأرضِ
تُقلّبُهُ التلاواتُ بينَ أنسامِ الصباحاتِ والهديل
فلم يُغسُلْ الدمُ
على قِمصانِ الشهداءِ بعدُ
إذ غزلنها أمهاتُهُم ..
بتسابيحِ أنفاسِهِن عقيدةً
تُبذُلُ من أجلِها الروحُ والدمُ
فأعراسٌ ملائكيةٌ والحناءُ بُهرجٌ من السماءِ في أكفةِ العرائسِ
بعقودِ قرانٍ ربّانيةٍ على رجالٍ مؤمنين مناضلين
ومؤمناتٍ مُناضلات
يحملن في بطونِهِن أجنةً
يخشاها العدو
فينتشون بتقبيلِ بطنِ الكفِ
ووجِهِ الكفِ على أنعُمِ اللهِ والفاتحة
وعلى تبتُّلِ العذراءِ من أجلِهِ للهِ في المسجدِ الأقصى بُكرةً وأصيلا
فهيهاتَ يَقتُلُ السفاحون المسيحَ في قلبِ القدس ..
مملكةُ اجتواءِ الكروانِ والهداهدِ والنوارسِ والبجعِ المُهاجرِ والعصافيرِ عشقاً
وفرحةُ البراقِ بنزعِ ما توشِمُه عليهِ تماسيحُ الإنسِ
كلما توددَت إليهِ بزيفِ أدمعٍ في عيونِها الوقحة
فانبهارُ مواجيد المقْدِسِيينَ
بوهجِ أُمنياتِهِم يصدُّ الحمقى
عن سبيلِ التطاولِ على كبدِ السماء
وجُرحُ الأرضِ مسرجٌ بالطّيبِ ..
( كشجرةٍ طيّبةٍ أصلُها ثابتٌ وفرْعُها في السماء )
وفي چناهُ ملكوتيٰ والمطر
وشذى الوردِ الذي كلما رسمتُهُ بيراعيٰ شعراً
يفوحُ بإذن اللهِ مني دونَ حجابٍ لأنفاسِها المُتعبة
إذ الزغاريدُ عربيةُ اللسانِ حلوةً ..
تُطلقُ ترجماتِ احتسابٍ يُزَفُ الشُهداءُ بها وبملابسهِمِ النبيّةِ مثلَهُم
فلمثلِمُ القبورُ يغمُرُها الندى والضي
لقد بات جُرحُ الأرضِ شهادةَ خِنجرٍ على أفعالِ الجُبناءِ
حقيقةٌ تَفركُ المِلحَ في أعينِهِمِ التي لا تعرفُ للنومِ طريقا
( تبّت يدا ) الذين يستكينون ويساومون على قضيةِ جُرحِ الأرضِ التي قد أكسبتُهُ إياها
مذابحُ المُحتلِ للشُهداءِ العُزّلِ إلا من تفتُقِ لقاءِ اللهِ فيهِمُ إيماناً ونبضاً لقلبِ الأرضِ
في القدسِ بدايةُ المُعجزاتِ ونهايتُها
فيا أيها السادرون الإمعاتُ
تلذذوا لعقاً لأحذيةِ قتلةِ الأبرياءِ وقد طُبعَ على وجوهِكم تشدُّقٌ لم تحملْهُ عليكُم إلا قلوبُكُمُ البهيمةُ
فلا تسأموا اشمئزازَ القناديلِ من ترفِكمُ المُنكِّسِ للشرف
فجُرحُ الأرضِ ببساطةٍ لا يُنكِّسُ الرايةَ الغرّاءَ لقاءَ قشرةٍ من صبرِهِ اليعقوبي
وللنِفطِ أكبرُ مَساحةٍ لبيعِهِ
لقاءَ تاجٍ لا يليقُ برأسِ حاكمٍ
يقضي بالظُّلمِ تقرُّباً لسيدِهِ الطاغوت
ولو نظرَ إلى ما سيبقى منهُ فلن يجدَ إلا ما تذروهُ الرياحُ
إذ تُطيحُ بهِ العولمةُ
كالذين احتموا من الحقِ فاختفوا
وأما في مملكةِ القصيدةِ والرؤى
في قلبِ الأرضِ في القُدسِ
جُرحُ الأرضِ يحتمي بالحقِ
فيُضيُ ويختالُ باتّساعِهِ فرحاً
ويُقلّدُهُ الذين هم شهداءٌ يمشون على الأرض
يعرفهُمُ اللهُ والأنبياءُ والملائكة
ولقد أَعدَت سيّداتُ الأرضِ
في فِلسطينَ 
كعكَ أعيادِها بقلوبهن النابضةِ كقلوبِ أزواجهن
وبنونِهِن بنُصرةِ الدين
وقد حشَوْنَهُ الطيبات 
ونقشنَ الهُويةَ عليهِ أشعاراً 
تكادُ حروفُها أن تكونَ أرزاً ورُمّاناً ونخيلاً وكرماً
وسنابلَ قمحٍ لمملكةِ البهاء .

,,,, حمدان حلمي ,,,,
    ★ ملكوت ★

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي