إلى فلسطين صاحبةِ الجلالة ...
جُرحٌ تُضمّدُهُ الملائكة ...
في القُدسِ قلبُ الأرضِ
جُرحُ الأرضِ عربيُ الكوفيةِ
فِلسطينيُ الوريدِ ..
من النهرِ إلى البحر
مدائنٌ ومآذنٌ وقبابٌ وباحاتٌ
ومُسمياتُ أبوابٍ وبهوُ أعمدةٍ والمُصلّون والملائكةُ
يُقرؤنهُ التضميدَ ..
تراتيلَ أفئدةٍ تغبطُها الرُبا والعقيقُ
على استحضارِهِ الريّحانِ
روحَ تجلٍ كوثريةِ ترفرفُ باستنهاضِ السجّيلِ
حجارةً في أيدى الذين يستشهدون ويستشهدون وتحيا القدس
مُتجاوزين بهِا غُصصَهُمُ الناجيةَ .. من الخرّاصين
ومن الذين يمنعون الحليبَ
عن أطفالٍ يُخضّبون بدمعِهِم ينعَ
العِزةِ والكرامةِ والشرفِ الرفيع
في منابتِ الزيتونِ على الريق ..
فلم تكُ تناهيدُهُم إلا استفتاحاً للعودةِ
بالعِرضِ إلى الديار
ففي القدسِ جُرحُ الأرضِ
تُقلّبُهُ التلاواتُ بينَ أنسامِ الصباحاتِ والهديل
فلم يُغسُلْ الدمُ
على قِمصانِ الشهداءِ بعدُ
إذ غزلنها أمهاتُهُم ..
بتسابيحِ أنفاسِهِن عقيدةً
تُبذُلُ من أجلِها الروحُ والدمُ
فأعراسٌ ملائكيةٌ والحناءُ بُهرجٌ من السماءِ في أكفةِ العرائسِ
بعقودِ قرانٍ ربّانيةٍ على رجالٍ مؤمنين مناضلين
ومؤمناتٍ مُناضلات
يحملن في بطونِهِن أجنةً
يخشاها العدو
فينتشون بتقبيلِ بطنِ الكفِ
ووجِهِ الكفِ على أنعُمِ اللهِ والفاتحة
وعلى تبتُّلِ العذراءِ من أجلِهِ للهِ في المسجدِ الأقصى بُكرةً وأصيلا
فهيهاتَ يَقتُلُ السفاحون المسيحَ في قلبِ القدس ..
مملكةُ اجتواءِ الكروانِ والهداهدِ والنوارسِ والبجعِ المُهاجرِ والعصافيرِ عشقاً
وفرحةُ البراقِ بنزعِ ما توشِمُه عليهِ تماسيحُ الإنسِ
كلما توددَت إليهِ بزيفِ أدمعٍ في عيونِها الوقحة
فانبهارُ مواجيد المقْدِسِيينَ
بوهجِ أُمنياتِهِم يصدُّ الحمقى
عن سبيلِ التطاولِ على كبدِ السماء
وجُرحُ الأرضِ مسرجٌ بالطّيبِ ..
( كشجرةٍ طيّبةٍ أصلُها ثابتٌ وفرْعُها في السماء )
وفي چناهُ ملكوتيٰ والمطر
وشذى الوردِ الذي كلما رسمتُهُ بيراعيٰ شعراً
يفوحُ بإذن اللهِ مني دونَ حجابٍ لأنفاسِها المُتعبة
إذ الزغاريدُ عربيةُ اللسانِ حلوةً ..
تُطلقُ ترجماتِ احتسابٍ يُزَفُ الشُهداءُ بها وبملابسهِمِ النبيّةِ مثلَهُم
فلمثلِمُ القبورُ يغمُرُها الندى والضي
لقد بات جُرحُ الأرضِ شهادةَ خِنجرٍ على أفعالِ الجُبناءِ
حقيقةٌ تَفركُ المِلحَ في أعينِهِمِ التي لا تعرفُ للنومِ طريقا
( تبّت يدا ) الذين يستكينون ويساومون على قضيةِ جُرحِ الأرضِ التي قد أكسبتُهُ إياها
مذابحُ المُحتلِ للشُهداءِ العُزّلِ إلا من تفتُقِ لقاءِ اللهِ فيهِمُ إيماناً ونبضاً لقلبِ الأرضِ
في القدسِ بدايةُ المُعجزاتِ ونهايتُها
فيا أيها السادرون الإمعاتُ
تلذذوا لعقاً لأحذيةِ قتلةِ الأبرياءِ وقد طُبعَ على وجوهِكم تشدُّقٌ لم تحملْهُ عليكُم إلا قلوبُكُمُ البهيمةُ
فلا تسأموا اشمئزازَ القناديلِ من ترفِكمُ المُنكِّسِ للشرف
فجُرحُ الأرضِ ببساطةٍ لا يُنكِّسُ الرايةَ الغرّاءَ لقاءَ قشرةٍ من صبرِهِ اليعقوبي
وللنِفطِ أكبرُ مَساحةٍ لبيعِهِ
لقاءَ تاجٍ لا يليقُ برأسِ حاكمٍ
يقضي بالظُّلمِ تقرُّباً لسيدِهِ الطاغوت
ولو نظرَ إلى ما سيبقى منهُ فلن يجدَ إلا ما تذروهُ الرياحُ
إذ تُطيحُ بهِ العولمةُ
كالذين احتموا من الحقِ فاختفوا
وأما في مملكةِ القصيدةِ والرؤى
في قلبِ الأرضِ في القُدسِ
جُرحُ الأرضِ يحتمي بالحقِ
فيُضيُ ويختالُ باتّساعِهِ فرحاً
ويُقلّدُهُ الذين هم شهداءٌ يمشون على الأرض
يعرفهُمُ اللهُ والأنبياءُ والملائكة
ولقد أَعدَت سيّداتُ الأرضِ
في فِلسطينَ
كعكَ أعيادِها بقلوبهن النابضةِ كقلوبِ أزواجهن
وبنونِهِن بنُصرةِ الدين
وقد حشَوْنَهُ الطيبات
ونقشنَ الهُويةَ عليهِ أشعاراً
تكادُ حروفُها أن تكونَ أرزاً ورُمّاناً ونخيلاً وكرماً
وسنابلَ قمحٍ لمملكةِ البهاء .
,,,, حمدان حلمي ,,,,
★ ملكوت ★
تعليقات
إرسال تعليق