درجت عادتي أن أبتدأ ببيت من شعر العمالقة وأنسج ما بعده من كليل معرفتي عملا بالاتكاء على عصا تقيم أود ضعفي متخذا من الكليم عليه وآله الصلاة والسلام شبها عندما سُئل وما تلك التي بيمينك يا موسى ؟ أجاب : إنها عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها منافع أخرى وتطبيقا للقول الميمون :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكـــــرام فـــــلاح
فهاأنذا أتوكأ على البيت الأول الذي ليس من نظمي أما ما تلاه فهو لي
لغة الضاد
لغة إذا وقعت علـــــى أسماعنا كانت لنا بــــــــــرداً علـــــــى الأكبــــــــــاد
ستظل مالكة العقول وإن طوت أرض البسيطة غابـــــــــــر الأجـــــــــــــداد
والطفل يألفها إذا استهلَّ بمولدٍ يشــــــــــدو بها الآبــــــــــاء لفلـــــــذة الأكبــاد
يهرم كبير السن والحرف الذي امتلك إرث الحياة يشــــــــي للجيل إرشــــــاد
سلسل سليل القول تألفه النهى جــــــــدٌّ يودِّع وأبٌ يجـــــــود لقــــادم الأحفـاد
كلُّ البدائـــــــع والعلوم رهينةٌ لحـــــــروف يعـــــــرب منمًــــــق التــــــرداد
كسرٌ وضمٌ بل بفتــــح إشارةٍ سكنت لها الحركـــــــــات والأنــــــــــــــــداد
تنويـــــن يحلو للتلاوة أعذبٌ إظهــــــار إدغـــــــــامٍ لحكـــــــــمِ هــــــــــادٍ
إقـــــلاب إعجــــازٍ تفرًّدً حرفنا شعـــــــــــراً ونثراً طيب الإنشــــــــــــــــاد
كل الشعوب على طـول البلاد وعرضها تصغـي سماعـــاً لنغمـــة الأعـــــــواد
لغـة نمت بين الحروف وأسطر صلَّى بها فرضاً ونفلاً العبَّاد والـــــــزهـــــاد
يكفــــي لنا أنَّ الإلــــــه مليكنا ينطق بها قـــــــــول الــــــــرسول الهـــادي
أكرم بلغةٍ فـــي الأنــــام فريدةٍ فـــــاقت علـــــــــى أقرانها الأمجـــــــــــاد
القــــــاف زينها بنبرة قـــــُدرةٍ وعلى النواصــــــــي بـــــــاهت بتاج الضاد
فالكحل في العينين سين سوادها واللــــؤلــــؤ المكنون فــــــــــي فائها والصاد
جيمٌ تجلَّى بالجـــــلال جليلهــا حــــــــاءٌ تدلَّى قرطـــــــــــــه الوقَّــــــــــــاد
نامت عيون الليل ترقب فجرها ومشت يشين شعـــــــــاعها الــــــــــــــــرواد
الشاعر : مفيد شحود
تعليقات
إرسال تعليق