د.عزالدّين أبوميزر
غَنَمُ الرّاعِي وَالحُرّيَّةُ ...
كَلبُ الرَّاعِي مَرِضَ وَنَفَقَ
وَلَمَّا الرَّاعِي يَأتِ بِغَيْرِهْ
وَلِذَلِكَ كَانَ يُرَاقِبُهَا
إنْ خَرَجَت لِلرَّعيِ بِبَصَرِهْ
وًإذَا دَخَلَت لِحَظِيرَتِهَا
يُحكِمُ غَلقَ البَابِ بِاثرِهْ
وَافتَقَدَ الكَلبَ ذِئَابُ الحَيِّ
فَعَرفُوا شَيئََا مِنْ خَبَرِهْ
وَبِأنَّ الرَّاعِيَ فَقَدَ الكَلبَ
وَيُسرِفُ فِي شِدّةِ حَذَرِهْ
وَلِذَلِكَ بَعَثَ كَبِيرُهُمُ
مَنْ هُوَ يَشرَحُ وِجْهَةَ نَظَرِهْ
بِضْعَ ذِئَابِِ كَسُفَرَاءَ
بِبَيْتِ الرَّاعِي قَدْ طَافُوا
وَبِحَسَبِ مُخَطّطِهِمْ سَارُوا
وَأمَامَ حَظِيرَتِهِ وَقَفُوا
وَبِحُرِّيَةِ غَنَمِ الحَيِّ
بِصَوتِِ يُسمَعُ قَدْ هَتَفُوا
وَأصَاخَ الغَنَمُ السَّمْعَ وَإذْ
إطلَاقُ سَرَاحِهِمُ الهَدَفُ
قَالُوا مَنْ يَكرَهُ حُرِّيَّتَهُ
فَهُوَ المَأفُونُ الخَرِفُ
وَمَضَوا بِقُرُونِِ لَيْسَ تَهِي
وَبِعَزمِِ فِيهِ تَتَّصِفُ
ضَرْبََا بِسِيَاجِ حَظِيرَتِهِمْ
مَا خَافُوا أبَدََا أوْ رَجَفُوا
فَاسَّاقَطَ مِزَقَا وَانْطَلَقُوا
وَدُمُوعُ الفَرحَةِ لَا تَكِفُ
وَيَقُودُ جُمُوعَهُمُ السُّفَرَاءُ
وَعَنْ خُطَّتِهِمْ مَا انْحَرَفُوا
حَتَّى إنْ وَصَلُوا لِلمَرعَى
مَا ثَمَرَ النَّصرِ هُمُ قَطَفُوا
بَلْ هُمْ فِي شَرَكِِ قَد وَقَعُوا
وَلَهُ بِرِضَاهُمْ هُمْ دَلَفُوا
وَذِئَابُ الحَيِّ جَمِيعُهُمُ
لِلِقَاءِ الغَنَمِ قَدِ اصْطَفُّوا
لِوَليمَةِ أكْلِِ لَيْسَ لَهَا
شَبَهٌ مِنْ قَبلُ وَلَا وَصْفُ
لَا حَارِسَ مَعَهَا أوْ رَاعِِ
وَعَلَيْهَا الأذْؤُبُ تَعتَكِفُ
مَا وَجَدَت حُرِّيَتَهَا الغَنَمُ
وَرَاعِيهَا وَجَدَ الأشْلَاءْ
تَتَنَاثَرُ فِي كُلِّ الأنْحَاءْ
وَالجُثَثَ عَلَيْهَا أثَرُ دِمَاءْ
هَذَا مَا نَحنُ وَقَعنَا فِيهِ
وَأغشَتْ أعيُنَنَا الأضْوَاءْ
وَالنَّاسُ كَأغنَامِ الرَّاعِي
مَا عَرَفَت مَاهِيَةَ الأشْيَاءْ
وَبَأنَّ الذِّئْبَ عَدُوُّ الغَنَمِ
وَبَيْنَهُمُ سَيَظَلُّ عِدَاءْ
مَا الأَرضُ أقَلَّتهُمْ فِيهَا
وَأظَلَّتهُمْ بَعدُ سَمَاءْ
وًذِئَابُ البَشَرِ أشَدُّ خِدَاعََا
إنْ مَكَرُوا وَأشدُّ بَلَاءْ
د.عزالدّين

تعليقات
إرسال تعليق