( اغتيال )
قال لي :
تعالي ...
قبل أن يبردَ عشقي
وتخبو لهفتي
تعالي
قبل أن يهدأَ عِطري
وتسكنَ ثورتي
تعالي
قبل أن يهربَ دخّاني
وأطفىء سيجارتي
تعالي،
امنحي قلبي،سرورا ً
استلّي مديَّةَ الحزنِ من خاصرتي
تعالي تعالي
واقلِبي،هدوئي جنوناً
واقتحمي بكلِّ عنفٍ أسواري
استبيحي مدينتي
تعالي
بكلِّ جنونِكِ
واعلني احتلالي،
تعالي،
باغِتيني بعناقٍ
حارقٍ
وأعيدي اشتعالي
تعالي
لنقيمَ دولةَ عشقٍ ..
بكلِّ هوسِكِ بكلِّ انفعالي
تعالي،.. تعالي،
كفاكِ بعداً وانشغالاً
كفاكِ غنجاً وتمنعاً ودلالاً
فكلُّ ما فيَّ مشتاقٌ إليك ِ
وكلُّ ما فيكِ يهوى وصالي،
قلتُ ...
لبيكَ يا ثورةً في دمي
يا نبضاً حبيساً ..
وصراخاً صامتاً في فمي
يا قمراً يتوارى حينا ً
ويسطعُ حيناً ...
يمزِّقُ ظلامَ الليلِ بين الأنجم ِ
لبَّيكَ ...
لبَّيكَ
أولم يصلْ إليك؟
همسي وحنيني ..
وشوقٌ حارقٌ لعينيكَ
اترقَّبُ بشغفٍ ..
بسمةً تطفو على شفتيكَ
صرختُ حنانيك
ترفَّقْ بمن يتوقُ شوقاً ..
للموتِ بين يديكَ
كلُّ ما أرجوه ..
أن أتلاشى بين راحتيك َ
ليس تمنُّعاً ..بل حياءً
أتحاشى النظرَ إليكَ
ها أنذا اموتُ حنينا ً
ويكبِّلني خجلي،
فلا ارفعُ نظري لناظريكَ
قتلني الظمأُ سنيناً ..
وحلمي، الموتُ غرقا ً
ببحرِ الوصلِ بين كفيك
والتقينا ..
وكنتَ جالساً أمامي
ابتسامتُك فيضٌ من فرحٍ
ودفءُ صوتِكَ ..
يغمرُني سعادةً ومرحاً
ونسينا كلَّ ما مر َّ
من حزنٍ وبعدٍ وجرحٍ
تشابكتْ أصابعُنا ..
وانسابتْ فرحاً مدامعُنا
تسلَّلَ نغمُ أصواتِنا لمسامعِنا
يبثُّ فينا دفئاً
يشعُّ ضوءً
يملؤنا الحبورُ ملئا ً
ومشينا ..
نذرعُ الشوارعَ أنساً
نتكلَّم إيماءً وهمسا ً
نقلبُ من فرطِ نشوتِنا ..
ظلامَ الليلِ شمساً
ومضينا ...مضينا
ننبذُ البعدَ والمسافاتِ
نغادرُ المحطاتِ
نروي بغيثِ اللقاءِ
عطشَ الاشتياق ِ
نمضي بفرحِ
نتبادل النظرات والعناق
نغتالُ عمداً ..جسدَ الفراقِ
بقلمي
نجلاء محمد علي الشمري
١٠ / ٢ / ٢٠٢٥

تعليقات
إرسال تعليق