إلى الحبيبة سوريا..
يَا شَامُ كَيْفَ سَيَسْعَدُ الْقَلْبُ الَّـذِي
يَهْــوَى وَقَلْبُــكِ أَنْتِ غَيرُ سَعِيدِ؟
فَكَدَمْعِكِ الْغَالِي أُرَقْرِقُ أَدْمُعِي
وَكَجُرْحِكِ الدَّامِي يَسِيلُ وَرِيدِي
أَنَا لَيْسَ لِـي عِيدٌ كَأَنْتِ وَلَيْسَ لِي
خِلٌّ سَيُرْجِــعُ بَسْمَتِي بِــوُرُودِ
أَنَا يَا دِمَشْقُ إِذَا رَأَيْتُ عُيُونَكِ
النَّجْلَا، بِلاَ دَمْـــعٍ فَذَلِكَ عِيــدِي
عَذَّبْــتِ قَـــلْبًا ذَابَ فِيكِ مَحَبَّــةً
وَتَرَكْتِنِي بِالْحُبِّ غَيْرَ رَشِيــــــدِ
وَكَمَا أَدَمْتِ سُهَادَ لَيْلِكِ زِدْتِنِــي
أَرَقًا فَدَامَ مِنَ الْأَسَى تَسْهِيـدِي
كَمْ ذَا حَمَلْتُ هَوَاكِ فِي قَلْبِي وَكَمْ
سَطَّرْتُ بِالدَّمِ فِيكِ كُلَّ قَصِيدِي
الْـحُبُّ أَنْتِ، وَأَنْتِ أَغْلَى مِنْحَـةٍ
فَعَـلاَمَ بَاعُوا حُبَّـنَا بِزَهِـيدِ؟
يَا حُلْمِــيَ الْـمَقْتُولَ أَوَّلَ يَوْمِـهِ
وَدَمَ الْفُــؤَادِ وَبُغْيَــتِي وَوُجُودِي
إِنِّي لَمَـطْعُــــونٌ بِغَيْرِ جَــــــرِيـرَةٍ
مِنْ أَجْلِ كُلِّ مُقَتـَّلٍ وَشَرِيــــــدِ
وَبِدَاخِلِي كَمْ تَسْتَقِرُّ رَصَاصَــةٌ
مِنْ أَجْلِ كُلِّ مُــعَذَّبٍ وَشَهِـيدِ
أَنْتِ الْـحَضَارَةُ إِنْ رَحَلْتِ فَمَنْ لَنَا
بَعْدَ الْعِرَاقِ أَيَا دِمَشْقُ، فَـعُودِي؟
مَا بَــــــــالُهُ الْعَرَبِـيُّ يَهْدِمُ مَجْدَهُ
وَيَعِيشُ بِالْإِذْلاَلِ غَيْرَ مَجِيـدِ؟
بِتْنَا يُقَتِّلُ بَعْضُنَا بَعْــــضـًا
وَنَنْعَى كُــلَّ يَوْمٍ أَلْفَ أَلْفِ فَقِيدِ
أَيُّ الْبِــــلَادِ أَظَلُّ أَرْثِي حَالَـهَا
وَجَمِيعُهَا قَدْ قُيِّدَتْ بِقُيُـــودِ؟
.
عبد الغني ماضي
تعليقات
إرسال تعليق