مات زمان المعاني .. بقلمي علي حسن
بَكتني قبل حاضِري حِجارَةُ الدِيار
وغَفَت على فُرشِ النّعامِ المعاني
فَتحطّمت لِصمتِها أسِنةُ الأقلام
وتناثَرَت حروفَنا في أزِقةِ زَماني
يا رب إليك شَكوتُ حيلَتي وأمري
وسألتُكَ حالي الذي أضاعَ عنواني
فما الشكوىَ لِعالمٍ أثمَلَ مِنه الرأسَ
وأصبَحَ لِسانَهُ مَبتورٌ عقيمَ الأماني
إليكَ يا ربُ شكَوت أنفاسي وناسي و
غَفَت عيونُ الخلقِ وماتَ زمانُ المعاني
فنَثَرتُ من بِحارِ قافِيَتي ما تَجاوَزَ الدموع
وعَزَفتُ على قِيثارةٍ صرختُها أنَةُ زَماني
لعلّ اليومُ قبلَ الغَدِ يَستفيقُ من غَفوَتهِ
والبَسُ جديدَ ملابِسي وتضحَكُ أعوَامي
وأُلملِمُ من أوراقي المُتناثِرَة في صدرِ ديواني
قد آن أن نعيشُ كما هو غيرنا فالجرحُ أدماني
قد ماتَ ذاكَ الزمانُ الذي حضورَه وجوهٌ
وتراقَصَت وجوهٌ بِلا معاني لَفَظتها أقلامي
لعلّنا نُلملِمُ حِجارةً تناثَرَت مع غُبارِ الأيام
نهدِمُ الخِيامُ نُودِعُ شَتاتٍ أضاعَ أحلامي
فلم يَعد في الحياةِ مُتسَعٌ لِلكلِمات
فكلُ شيءٍ باتَ مُراوِغٌ بٍلا معاني
لِيعزِفَ القلَمُ من لظىَ اللّيلِ الذي
توشَحَ ستائِرَ أضاعَت حتى الأماني
ولعلّ اللّيلُ في حاضِرَنا والنهارُ سواءٌ
لا يعرِفُ ما بين السطورِ ولا يُدرِكه زَماني
فاليومُ غَفَت على أرفُفِ النِسيانِ قِصَتُنا و
تاهَ ماضٍ رِجالَه ما غادَروا أسِنَةَ أقلامي
.. علي حسن ..

تعليقات
إرسال تعليق