ثلاثُ رسائل
الرسالة الأولى إلى العالم:
من الصخرِ الأصمّ قطعتُ نفسي
ومن ثقل الجبال ملأتُ رأسي
وأصنعُ من عجين الرملِ خبزاً
إذا نفد الطعام وضاعَ أُنسي
وأمشي والرياح تصدّ دربي
ويقطعُ كلّ سدٍ حدُّ فأسي
فما شئتي استطيلي يا همومي
وخيمّ ماتشا ياليل نحسي
وأظلمْ يا ظلام الليل إنّي
صنعتُ من اليقين جذور إرسي
أنا السوريُّ فوق الشمس هامي
وسيفي الصبر والإيمان ترسي
أنا السوريُّ والدُّنيا ورائي
وأصبحُ حين كلّ الكون يمسي
أنا السوريُّ والتاريخُ بعضي
ووجه الله يغسلُ وجه بؤسي
أنا الهيجا إذا دارت رحاها
أُميت الموت من صبري وبأسي
أنا السمّ الزعاف لشاربيهِ
وطعم المرّ بعض مرارِ كأسي
*********
الرسالة الثانية للفأر الهارب بشار:
سيذكركَ التاريخُ لكن بغصةٍ
وتبصقُكَ الأيامُ في كلّ محفلِ
فقاعاتُ قيحٍ من حلوقٍ مريضةٍ
تكابدُ من طعمٍ مريرٍ لتنجلي
ويلعنكَ الآتون من بعد أهلهم
ولعنةُ ربي سوف ترميكَ من علِ
فما عرف التاريخُ من قبل كافراً
ولا رمز كفرٍ أو دعيٍّ وسافلِ
يحلّ انتهاك العرضِ من أهل بيتهِ
وأكثرُ مايرضيهِ صوت الأراملِ
لقد زدتَ إبليسَ اللعينَ غوايةً
وقد زدتهُ غيّاً على كلّ محملِ
تقمصتَ شيطانَ القذارات كلّها
فكنتَ له نداً وفوق المماثلِ
فسُحقاً وبُعداً ياابن متعةِ أُمهِ
وتباً لذكرى الخزي ياابن الأراذلِ
*********
الرسالة الثالثة للقائد أحمد الشرع:
بوركتَ مادامت عيونك ساهرة
ويداكَ من كلّ الجرائمِ طاهرة
بوركتَ مادامت عيونك للعلى
ولحقِ شعبكَ والعدالة ناظره
إنّا لنبحثُ فيكَ عن أمجادنا
فأعدْ لنا تلكَ العهود الغابره
إنّا لنبحثُ فيكَ عن أجدادنا
وعن السيوف المسلطات الغائره
عن سيفِ خالدَ عن مروأة جيشهِ
عن جودِ ذي النورين يوم الغابره
عن عدلِ من شهدت له أعداؤه
حتى غدا للعدلِ شمساً نائره
إنّا لنبحثُ فيكَ عن عهد العلى
أيامهُ بشذا المكارمِ عامره
نرجو ونأملُ أن تكون هو الذي
أفعالهُ تنبي بطيب سرائره
إيّاكَ أن تغترّ فالدنيا لهم
والله أوعدنا نعيمَ الآخره
فاصبر فإنّا صابرون لكيدهم
والله من يجزي النفوس الصابرة
إنّا لنأمل أن تكون أخاً لنا
لا قيصراً تقتاتُ منهُ قياصره
بقلمي: أبو شيماء الحمصي

تعليقات
إرسال تعليق