تبَارَكْتَ ربّي
بِحُبِّكَ ربّي لساني انْطَلقْ
وذُكرُكَ ربّي بقلبي خفَقْ
تَقَدّسَ ذِكْرُكَ في الخافقَيْنِ
وعنْدَ الصّباحِ وعند الغَسَقْ
وَقَدْ سَبَّحَ الطَّيْرُ في اَيْكهِ
وزَهْرُ الربيعِ زَها وانبثَقْ
وهذي النجومُ بدت مُزْهِراتٍ
وبَدْرُ الّسماء عـلا واتّسقْ
غيوم السماءِ لنا عِبْرَةٌ
إذا ما هَمَتْنا بماءٍ غَــدقْ
تفكرْ بلُبِّكَ يا صاحبي
فَقَلْبُ اللبيبِ بٍحُبٍّ نطقْ
أيا بَهْجَةَ الشَّمْسِ عند الصّباحِ
وقَطْرُ النَّدى فوق وردٍ عَبقْ
نسيمٌ عليلٌ وظلٌ ظليلٌ
ونور الطبيعة فيها اعتنقْ
وَعَصْفُ الرّياحِ وقَصْفُ الرّعود
وَبَرْقٌ أضاءَ ونَهْـْرٌ دفـــقْ
وروح يدبُّ بقلبِ الجنين
ومن قبل قد صُغْتَه من علقْ
أما رزق الطيرَ في وكْرِه
أما رَزَق الوَحشَ ربُّ الفلقْ؟
ونحلٌ تغنّى بعِشقِ الزّهورِ
فطابَ الرّحيقُ إذا ما عشَقْ
وهذي الجبالُ الرّواسي تبَاهَتْ
بصنعِ الاله الــذي قَدْ خَلَقْ
وجيشُ الضّياء إذا ما أتى
فجيشُ الظّلام اخْتَفى وانمَحقْ
ترى النونَ يسعى يجوب البحارَ
فما زار حَتْفً برغم الغرقْ
فسُبحانه راتقا للسماء
وسبحانه وحده قد فتقْ
وسبحانه مُظْهرا للجمال
وسبحانه مبدِعاً في نسقْ
تباركتَ رَبّي بِكُلّ الكمال
لك المجْدُ والعِزُّ فيما سَبقْ
له الحمد دوماً على فضله
وكلَّ البرية رَبّي رزقْ
فمن تاه في حُبّه قد سما
ومن حاد عنه اكتوى واحترقْ
فيا رب ِّ عفوك يا خالقي
إذا النّفسُ تغرُبُ مثل الشفقْ
وثبّتْ جَناني على الدّينِ دوما
وكن لي رفيقاً فوعدُك حقّ
وواس فؤادي إذا ما جفاني
قريبي وخِلـي وروحي افترقْ
بقلمي:-
الشيخ حمدان مصلح
ْ

تعليقات
إرسال تعليق