العرافة
******
تأتيني صباحاً تجلس بجواري
تتأمل فنجان قهوتي كعادتها
إنها عرافتي العجوز
قارئة فنجاني
أتاملها وأرى خطوط الزمن
في التجاعيد المحفورة على وجهها
في يديها المعروقتين
في لمحة الحنان بين عينيها
تتأمل فنجاني وتفك طلاسمه
وتداعبني كعادتها بحكاوي الفرسان
فارس أسمر على حصان أبيض
وأسرح في تنبؤاتها كل يوم
وتمسك بكفي تتابع خطوطه
وتتمتم بكلمات الرقي
وتمسح خطوط يدي دامعة العين
مالي أرى سحابات حزن في عينيها
تبتسم وتشيح بوجهها
الفرحة قادمة لا محالة
العمر قصير يا ابنتى
والغائب سيعود
وتتركنى وترحل إلى موعدها كل صباح
وأتساءل متى يعود الغائب؟
ولما غاب؟ ..وهل حقا سيعود؟
انتظرته طويلاً
وأسدلت ستاراً
حجبت عني رؤياه
أعاود انتظاره كل ليلة
من خلف نافذتي أترقب عودته
لكنه لا يعود إلا في طلاسم فنجان
بقلمى
سالى محمود

تعليقات
إرسال تعليق