التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الأديب أ/محمد كامل محمد/////


سيارة سوداء

وقف أحمد في شرفته المطلة على الشارع العمومى، تتجول عيناه في الطريق المتسع أمامه، سكن الليل وهدأت حدة المصابيح المضاءة، تجمد في مكانه يتابع حركة السيارات وأصواتها المجلجلة، لا ً يحرك ساكنا مجرد عينان تجولان وتراقبا أضواء السيارات النافذة، تلج إليه زوجته فتجده ساكنا لا ينطق، وكأنه قطعة أثاث نزعت منها الروح، تتركه بمفرده بعد أن فاضت له في الحديث ولم يعرها أدنى أهتمام.
دارت أفكار الماضي في رأسه، تذكر الفتاه التى عشقها بكامل كيانه وروحه، أرتبط بها فكانت منارته التى تشع بالضياء، حالت الأيام وفقره المدقع دون أكتمال قصتهم، تقدم لطلب يدها ولكنه لم يلقى ترحيب، أنكسر قلبه الذى تعبأ بنسيم حياتها، أنطفأت الأضواء المشتعلة في طريقه القاسي، نأى عنها ورحل يبحث عن المال، تنقل من مكان إلى مكان أخر، دفعته عيونها اللامعة للتقدم، فنجح وجلب المال الوفير، تسللت منه الأيام دون أن يشعر.عاد بعد سنوات من رحيله البعيد، بحث عنها ليقدم لهم ما يرغبون، ولكنه لم يعثر عليها، أنطفأ البريق المشع في عينيه، أرتبط بأخرى لا يهواها،
مع الأيام قدمت له الكثير فتعلق بها، أنهمك في عمله، ولكنه حينما يأوى إلى فراشه، يشعر بدنوها منه وعناقها له، يحاول أن يطردها من أحلامه ولكن لا يستطيع.
تتعلق عيناه بسيارة سوداء فارهة، تمر أمامه وتتوقف أمام منزله، تطل من نافذتها سيدة رقيقة بارعة الجمال، يتابع مرورها بجواره يحدق في السيدة الفاتنة، يفاجأ بأنها حبيبته الأولى التى فقدها، أحاط بها رجل ضخم البنيان يبدو وكأنه لاعب مصارعة، تلتف ذراعيه حولها، تحتضنه في حنان، تلقي صوبه نظرة حادة، تدلف إلى بيتها ويتعذر عليه رؤيتها، تتشبث نظراته بالسيارة السوداء التي تقبع أمامه.
محمد كامل محمد
مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي

بقلم الرائع أ/فوزي نجاجرة/////

بقلمي : # أ. فوزي نجاجرة .# من فلسطين حرام...حرام...حرام هذه غزة وفلسطين وارض العروبة والاسلام تباع بين قسيس وشيخ... وحاخام يتقاسمونها في بورصات الرق وملاهي العهر والقمار والأزلام حرام........حرام.........حرام هذا حاكم ذليل جبان مطبع وهذا مستعمر لص متكبر يسرق التاريخ والاوطان كلهم يتقاسمون طبخ السم ونبيذ النهد والنفط يتأمرون على الشعوب وكل الأنام حرام.........حرام...........حرام المستعمر اللص يسير يطير يبحر من المحيط الى الخليج ولا يضام يا عمر ومعاوية ويا معتصم ويا صلاح الدين كلكم خلفتم أوهام قد باع الخلف عزكم ومجدكم ودمائكم في لحظة جبن وانفصام حرام.....حرام.....حرام فبيتي شيدته من عرق جبيني ليأويني ويسترني في قادم.. الأيام وطيور هولاكو هذا الزمان تهدمه في لحظة وتحوله الى ركام حرام..........حرام..........حرام وجنيني وجذوري وديني وتيني وزيتوني وبساتيني تباد بتلذذ وانتقام وفلذة كبدي انبته من ماء العتمة ليعينني في كهولتي على الايام وفي لحظة هاربة يقنصه مجرما مهرا لمومس يطارحها الغرام حرام.......حرام.......حرام وفي عتمة الليل ووضح النهار يجوسون بيوتنا ويهدمونها فوق شيوخنا ونسائنا واطفا...

بقلم الرائعة أ/فاتي رضا////

همس روحي ما زلت لا أراك إلا صفاء.. وبهاء.. ك السماء بيوم صيف حيث تتلألأ النجوم وتتراقص أذرع المجرات ألوانا فرحا... بذلك الإلف البعيد الذي و إن غاب كان له الحضور كما النوارس حين تعانق البحار بعد طول الانتظار ... .....فاتي رضا